“رأيت عينيه ما زالتا تتبعانني بتلك النظرة الغريبة-تلك النظرة التي لم أفهم معانيها حتى عتقت نفسي من عالم المقاييس والكمية وطارت إلى مسارح الملأ الأعلى حيث تتفاهم القلوب بالنظرات وتنمو الأرواح بالتفاهم”
“كم مرة سرت ورفيقي في عالم الظهور فقلت في نفسي ما أحمقه ما أبلده .. غير انني لم أبلغ عالم السر حتى وجدتني الجائر الظالم وألفيته الحكيم الظريف”
“النفس التي ترى ظل الله مرّة لا تخشى بعد ذلك أشباح الأبالسة ، والعين التي تكتحل بلمحة واحدة من الملأ الأعلى لا تُغمضها أوجاع هذا العالم .”
“هل هو الكلام الذي يحدث التفاهم بين الأرواح المتحابة؟ هل هي الأصوات والمقاطيع الخارجة من الشفاه والألسنة التي تقرب بين القلوب والعقول؟ أفلا يوجد شيء أسمى مما تلده الأفواه وأطهر مما تهتز به أوتار الحناجر؟ أليست هي السكينة التي تحمل شعاع النفس إلى النفس وتنقل همس القلب إلى القلب؟”
“إن عذاب النفس بثباتها أمام المصاعب والمتاعب لهو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمان والطمأنينة. فالفراشة التي تظل مرفوفة حول السراج حتى تحترق هي أسمى من الخلد الذي يعيش براحة وسلامة في نفقه المظلم.”
“رأيت العنق الذي كان مرفوعاً كعمود العاج قد انحنى إلى الأمام كأنه لم يعد قادراً على حمل ما يجول في تلافيف الرأس.”
“رأيت وجهاً يظهر بألف مظهر. ووجهاً مظهره واحداً أبداً كأنما قد سبك في قالب.ورأيت وجهاً قدرت أن أقرأ تحت طلاوته الظاهرة بشاعته المستترة، ووجهاً ما رأيت روعة جماله المحتجب حتى رفعت قناعه الظاهر.ورأيت وجهاً شيخاً قد تجعّد ولكن على لاشيء، ووجهاً ناعماً قد ارتسمت على ملامحه جميع الأشياء.أنا أعرف الوجوه لأنني أنظر إليها من خلال ما ينسجه بصري فأرى الحقيقة التي وراءها بباصرتي.”