“الخليفة الثاني هو الذي أسس لنقل السياسة الإسلامية من كونها ممارسة نبوية بشخص النبي ذاته، إلى كونها ممارسة إنسانية يقوم بها خليفته. وفي هذا اتسع المجال للخلاف بين الآراء، على العكس مما كان الأمر في حياة النبي.وبدءا من ذلك بدأت الانفجارات في العلاقات بين الدين و العالم، عبر العلاقة بينه و بين الدولة. ربما نجد في هذه الانفجارات عناصر تشارك في تفسير العنف، الدموي غالبا، في الخلافات ما بين المسلمين، بعد وفاة النبي مباشرة، وعلى امتداد النصف الأول من القرن الهجري الأول، والذي مات فيه ثلاثة خلفاء راشدين اغتيالا. وتمثلت ذروة هذه الخلافات في تأسيس الدولة الأموية حيث أصبح الدين مجرد أداة لخدمة الخلافة السياسية أو مجرد سلاح لمحاربة العدو. وأخذ الدين يتفتت في مذهبيات دوغمائية، يُعنى أصحابها بالقضاء على خصومهم، أكثر مما يعنون بالدولة و بنائها.”

أدونيس

أدونيس - “الخليفة الثاني هو الذي أسس لنقل السياسة...” 1

Similar quotes

“لقد كان القصد من دراسة الفتنة في عهد عثمان بيان أهم جوانبها وملابساتها و دوافعها و دلالاتها، حتى يمكن معرفة الصلة بين تلك المؤامرة و مجريات الحوادث في تاريخ الدولةالأموية، فلقد ألقت حركةالخوارج في عهد عثمان بظلالها الكثيفة على مالحقها من أحداث في الدولة الأموية . بل في ناريخ الأمةالإسلامية حتى يوم الناس هذا.”

د.عبد الشافي محمد عبد اللطيف
Read more

“الأمرٌ بسيطٌ جداً .. فالفرق بين من تُحب و غيره .. أن الاول تتشابه الأماكن معه و الثاني يتشابه هو مع الأماكن .. الأول تقرأ القصائد في طياته و الثاني تقرأه في طيات القصائد .. الأول يذكرك فيه كل شيء و الثاني يكفي فحسب بضع شيء !”

محمود أغيورلي
Read more

“و من أعجب ما رأيناه في إعجاز القرآن وإحكام نظمه، أنك تحسب ألفاظه هي التي تنقاد لمعانيه.ثم تتعرّف ذلك و تتغلغل فيه فتنتهي إلى أن معانيه منقادة لألفاظه، ثم تحسب العكس و تتعرفه متثبتا فتصير منه إلى عكس ما حسبت وما إن تزال مترددا على منازعة الجهتين كلتيهما، حتى ترده إلى الله الذي خلق في العرب فطرة اللغة، ثم أخرج من هذه اللغة ما أعجز تلك الفطرة.لأن ذلك التوالي بين الألفاظ و معانيها. و بين المعاني وألفاظها، مما لايعرف مثله إلا في الصفات الروحية العالية.إذ تتجاذب روحان قد ألفت بينهما حكمة الله فركّبتهما تركيبا مزجيا بحيث لا يجري حكم في هذا التجاذب على إحداهما حتى يشملها جميعاً.”

مصطفى صادق الرافعي
Read more

“هذا خطأ شائع نقع فيه جميعاً, فالظاهر أن من الصعب على ذهن المرء أن يميز بين جوانب الإنسان المتعددة, و أن من الأسهل بكثير أن يحكم على الشخص ككل, حُكما واحدا جاهزا, لا يميز بين جانب من فكر هذا الشخص و جانب آخر. و لعلّ هذا الميل الشئع لدينا في المحكم على الناس, هو الذي جعلنا نتراوح بين الحب الشديد لشخص ما في وقت من الأوقات, و السخط الشديد عليه في وقت آخر, بين التقدير البالغ لشخص, و احتقاره احتقاراً تاماً.”

جلال أمين
Read more

“و ربما كانت الإيجابية الوحيدة للصراع الذي دار بين الإسلاميين و غيرهم بعد نجاح الثورة ، أنه أسهم بطريق غير مباشر في توحيد الصف الإسلامي و استمرار تماسكه ، و لكن حسم ذلك الصراع لصالح الإسلاميين هيأ الفرصة لظهور ما كان مخفيا أو منسيا بينهم من عناصر التمايز أو التناقض ، و هو أمر ليس مستغربا في تجارب الثورات ، تبدأ بخصومها ، ثم حلفائها ، ثم تدور الدائرة على صناعها ، إلى أن يستقر الأمر لفرد أو لفريق متجانس تماما في الأهداف أو الطموح.”

فهمي هويدي
Read more