“من حروفي شيدت مركبة فضائية لأجلك . حين صعدنا إليها ، أدهشني أنها انطلقت حقاً و هبطت بنا فوق كوكب جديد مجهول تحفّه الظلمات. ما كدت َ تطأه حتى صار له بحر و سماء و غابات و جبال . في ليلتنا الأولى حين همستَ للمرة الأولى :- أحبك ِ . صارت لكوكبنا مجرّة على وقع الانفجار الأكبر " البيغ بانغ " . ليلتها هطل المطر طويلا ً و مدرارا”
“و حين تجول العين و القلب في مصارع القرون. و حين تطالع العين آثارهم و مساكنهم عن كثب، و حين يتملى الخيال الدور و قد خلت من أهلها الأول؛ و يتصور شخوصهم الذاهبة، و أشباحهم الهاربة، و حركاتهم و سكناتهم، و خواطرهم و أحلامهم، و همومهم و آمالهم.. حين يتأمل هذا الحشد من الأشباح و الصور و الانفعالات و المشاعر.. ثم يفتح عينه فلا يرى من ذلك كله شيئاً إلا الفراغ و الخواء.. عندئذ يستيقظ للهوة التي تفغر فاها لتبتلع الحاضر كما ابتلعت الغابر. و عندئذ يدرك يد القدرة التي أخذت القرون الأولى و هي قادرة على أن تأخذ ما يليها. و عندئذ يعي معنى الإنذار، و العبرة أمامه معروضة للأنظار. فما لهؤلاء القوم لا يهتدون و في مصارع القرون ما يهدي أولى الألباب؟”
“ثلاث منجيات فاغتنموهن، و ثلاث مهلكات فاجتنبوهن: فالصلاة و القرآن و دوام المراقبة منجيات في الدنيا مسعدات في الآخرة، فاحرصوا على الصلوات في أوقاتها و جماعاتها، و تفقهوا في أحكامها، و جودوا ما تقرأون من أذكارها و آياتها، و اخشعوا و اطمئنوا حين أدائها، و اقرأوا القرآن ما استطعتم في خشوع و تدبر. و راقبوا الله في كل حركة و سكون، فمن كان مع الله كان الله معه.و الخمر و الميسر و الشهوة الجامعة مهلكات في الدنيا مشقيات في الآخرة، فاحذروا الكأس الأولى و تجنبوا مجالس المستهترين العابثين، و غضوا أبصاركم، و احفظوا فروجكم، و فروا من صديق السوء و الفتاة الماجنة، و احذروا همزات الشياطين.”
“إنه لا جدوى من المحاولات الجزئية حين يفسد المجتمع كله و حين تطغى الجاهلية و حين يقوم المجتمع على غير منهج الله و حين يتخذ له شريعة غير سريعة الله، فينبغي حينئذ أن تبدأ المحاولة من الأساس و أن تنبت من الجذور و أن يكون الجهد و الجهاد لتقرير سلطان الله في الأرض.. و حين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر شيئا يرتكن إلى أساس”
“هناك فجوة ما تحدثها فينا الرؤية الأولى للأشياء و تستمر في الحفر فينا ، و تحت أرجلنا حتى نجد أنفسنا في عمق هوة اللذة و خوف الفقدان .”
“ليس اثقل على الانسان من حمل الحرية ، و ليس اسعد منه حين يخف عنه محملها وينقاد طائعا لمن يسلبه الحرية و يوهمه فى الوقت نفسه انه قد اطلقها له و فوض اليه اللامر فى اعتقاده و عمله ، فلماذا تسوم الانسنا من جديد ان يفتح عينيه و ان يتطلع الى المعرفة و ان يختار لنفسه ما يشاء ، و هو لا يعلم ما يشاء ؟!!”