“تستحضر وجهه في قلبها الموجوع،وتقرأ كل ما تحفظه من آيات وأوراد وأدعية ،ثم تستدير وتمسح على رأسه وجبهته وصدره ،وكأنها ضمخت بالآيات والأوراد جسده كله ،وحرّمته على المعتدين”
“تبدو الكعبة عن قرب وكأنها أم حنون ، تقرأ على أبنائها الذين وفدوا إليها من كل فجٍ عميق آيات من القرآن الكريم كل ليلة ، لترقيهم وتنقيهم ، وكلما بكى أحدهم في حضنها ، مسحت بيديها الحانيتين على رأسه حتى ينام على صدرها ، يستيقظ كما ولدته أمه .”
“تبدو الكعبة عن قرب وكأنها أم حنون،تقرأ على أبنائها الذين وفدوا إليها من كل فجّ عميق آيات من القرآن الكريم كل ليلة لترقيهم وتنقيهم”
“يهّب فوّاز من خلوته السرية مع نفسه، يفتح ذراعيه وعينيه معاً، يحدّق في القمر البعيد ثم يتقيّأ. يتقيّأ ما في جوفه، بفجور بركان، ويروح يدير وجهه يميناً و يساراً، يتقيّأ في جميع الاتجاهات، كخرطوم مطافىء فُقد زمامه،يتقيّأ في جميع الاتجاهات، عمداً: على الشارع تحته، على المدينة، على العالم، كل ما كان قد شربه و كل ما كان قد أكله في حيواته كلّها، منذ اللحظة المشؤومة. لحظة الانزلاق. لحظة قرار الخلق. خلق عالم، أو رواية، أو سوى ذلك.”
“كل من عليها فان إلا وجهه، ومن يفرح بالفاني فسوف ينتابه الحزن عندما يزول عنه ما يفرحه. كل شيء عبث سوى عبادته. الحزن والوحشة في العالم كله ناجم عن النظر إلى كل ما سوى الله.”
“لم يكن يدرك بأن للظلام ذا ك التأثير القوي على الخشوع فأصبح كالصوفي ينسى من حوله و يتجرد من كل جوارحه ليلقى وجه ربه و يغوص في روحه , أصبح للخشوع طعم الدموع و رجفة المحموم و ضعف الطفل الصغير , أصبح للقلب دقات أسرع و للجلد ملمس الحنان فهناك من يعطف على روحه الضعيف هناك يد تمد لتمسح رأسه وكأنها يد الام الحنون , هناك همسات تملأ أذنيه وكأنها صوت الحبيبه الراضيه المرضيه هناك في الخشوع كل الدنيا وكل جوارح الانسان الخارقه التي تطير في سماء العزة و تطوف حول الكعبة الاف المرات , هناك ابتسامة رسولنا الكريم تبعث الطمأنينه, و تمد يد لتسقي روحه العطشى هناك كل ما تشتاق وتشتهي , هناك الرضا ثم الرضا .”