“كانت القرية غارقة في نوم ما قبل منتصف الليل، والغابات ترمي ظِلالاً عملاقاً على البساتين والحدائق التي تتلألأ بزرقة ضوء القمر...”
“ضوء منتصف الليل من حولي دائمًا، وإلى جانبه كانت تقبع الوحدة، وثالثهما حشرجة الصمت الموات، أسوأ أصدقائي جميعًا”
“كان ثمة قمر كبير في منتصف الدنيا، وقد فقدت عيني وأنا أتطلع إليك، كانت أشعة القمر تتصفى على وجهك، ولم أكن أتعب من رؤية هذه الرؤيا التي هي أنت، ناعمة، مضمخة بقمر، فمك مفتوح قليلا، رطب، مقزح بالنجوم، جسدك يشف في مياه الليل، سوزانا، سوزانا سان خوانبيدرو راموسخوان رولفوت صالح علماني”
“في ليلة ما لاحظت بأن اللوز بدأ ينور في طرف فرع صغير للوزة قرب البئر. وبدا النور فراشات بيضاء توالدت من ضوء القمر. في معتقدات العرب قبل الإسلام أن أي أنثى تتعرض عارية لضوء القمر تحبل منه، وبالتالي، كن يطفن عاريات حول الكعبة في موسم الحج وأياديهن على عورتهن، وينشدن:اليوم يبدو بعضه أو كله ** وما بدا منه فلا أحلهوكل لوزة عندي أنثى عارية في موسم حج وثنيّ.”
“إذا ما سقت اليوم سيارتك في اتجاه الجنوب الشرقي من مدينة الرملة وقطعت مسافة 15 كم تقريباً, وخصوصاً في يوم شتائي عندما تخضّر شجيرات الرّتم الشائكة الصفر عادة, والتي تغطي سهول فلسطين الداخلية, فإنك ستصادف منظراً غريباً: صفوفاً طويلة من الأنقاض والحجارة في حقل مشكوف تحيط بساحة مربعة متخيلة كبيرة نسبياً؛ إنها أنقاض السياجات الحجرية لدير أيوب, وبينها أنقاض سور حجري منخفض بني سنة 1947 لأسباب جمالية أكثر منه لحماية القرية, التي كان يقطن فيها نحو 500 نسمة. وكان سكان هذه القرية يعيشون في بيوت حجرية أو طينية على شاكلة البيوت المنتشرة في المنطقة. وكانوا قبل الهجوم اليهودي مباشرة يحتفلون بافتتاح مدرسة جديدة تسجل فيها عدد لا يستهان به من التلاميذ, 51 تلميذاً, وتحقق ذلك بفضل الأموال التي جمعوها من بعضهم البعض, والتي كانت كافية أيضاً لدفع راتب المعلم. لكن ابتهاجهم سرعان ما تبدد عندما دخلت سرية مؤلفة من عشرين جندياً يهودياً القرية التي كانت, مثل كثير من القرى في كانون الأول-ديسمبر, لا تمتلك أية آلية للدفاع, وشرعوا في إطلاق النار عشوائياً على البيوت. وقد هوجمت القرية لاحقاً ثلاث مرات قبل ان يجري إخلاؤها بالقوة في نيسان-أبريا 1948, ومن ثم تدميرها كلياً.”
“وستكتشفين في البُعد أنك تشبهين أمك كثيراً ،تُقلدينها في كل تفاصيل يومك، تُعدينّ الطعام كما تُعدّهُ هي ،وتستخدمين أسلوبها في الانزعاجوتستخدمين عباراتها التي كانت تُردّدها بشكل دائمحتى تصرفاتها التي كنتِ تنتقدينها يوماً ما،تجدين نفسك غارقة بهااننا نسخة من أمهاتنا.. مهما حاولنا أن نكون مختلفين.”