“القصبة " الة بوح لا تكف عن النواح ، كطفل تاه عن امه ، ويروي قصته لكل من يستمع اليه فيبكيه ، لذا الناي صديق كل احل الفراق ، لانه فارق منبته ، واقتلع من تربته ، بعد انا كان يعيش بمحاذاة نهر ، عودا اخضرا على قصبة مورقة . ترك ليجف فاصبحت سحنته شاحبة ، وانتهى خشبا جامدا . عندها تم تعريضه للنار ليقسو قلبه ، واحدثو فيه ثقوبا ليعبر منها الهواء كي يتمكنو من النفخ فيه بمواجعهم . . واذ به يفوق عازفه انينا.”
“لا تتحدث عن أموالك أمام فقير ، لا تتحدث عن صحتك أمام عليللا تتحدث عن قوتك أمام ضعيف ، لا تتحدث عن سعادتك أمام تعيسلا تتحدث عن حريتك أمام سجين ، لا تتحدث عن أولادك أمام عقيملا تتحدث عن والدك أمام يتيم ، فجراحهم لا تحتمل المزيدزِن كلامك في كل أمور حياتك وَ اجعل مراعاة شعور الآخرين جزءاً من شخصيتكحتى لا يأتي يوم تجدك فيه وحيداً مع جُرحكفلا ترقص على جراح الآخرين .. كي لا يأتي يوم تجد فيه من يرقص على جرحك”
“تشبه هذا الفقير الهندي الذي جاء إلى دير بوذي بحثاً عن إنارة روحه .. وقعد يروي للراهب عن ماضيه , وعذابه , وذكرياته , وعن حاجته للتنوير , ويروي , ويروي , ويروي ,والراهب يصغي ويصبّ الشاي في فنجان على الطاولة . طفح الفنجان , وسال الشاي على الخشب والأرض , والراهب يصبّ , والرجل يروي , ويروي , ويروي , إلى حد الملل , وأخيراً انتبه فقال للراهب : طفح الشاي من الفنجان , لماذا تواصل الصبّ فيه ؟ فردّ الراهب : ذهنك يشبه هذا الفنجان , مليء , أفرغه مما فيه , كي أصبّ لك شاياً جديداَ”
“الناي صديق كل أهل الفراق”
“ألا يشبه ذلك الإنسان؟ لا يرى نفسه إلا عند تمام انفصاله، عن وقته، عن موضع ارتبط به، عن قوم أحبهم وأحبوه، كل اكتمال من تضاد أو مفارقة، لننظر إلى صلته بصوته، لا يصغي إليه وقت النطق، يستوعبه بعد الفوت وإذا يجيء من الخارج، عندما يستمع عبر الآلة يبدو غريباً، مبتوتاً، كأنه صادر عن آخر.”
“إلى المستقبل أو الماضي , إلى الزمن الذي يكون فيه الفكر حراً طليقاً , إلى زمن يختلف فيه الأشخاص عن بعضهم البعض ولا يعيش كل منهم في عزلة عن الآخر وإلى زمن تظل الحقيقة فيه قائمة ولا يمكن لأحد أم يمحو ما ينتجه الآخرون . وإليكم , من هذا العصر الذي يعيش فيه الناس متشابهين , متناسخين , لا يختلف الواحد منهم عن الآخر . من عصر العزلة , من عصر الأخ الكبير . من عصر التفكير المزدوج , تحياتي ! "شعر آنذاك كأنه في عالم الأموات , وبدا له أنه في هذه اللحظة فقط , لحظة بات فيها قادرا على صياغة أفكاره , قد اتخذ الخطوة الحاسمة . إن عواقب كل عمل تكمن في العمل نفسه , وكتب :"إن جريمة الفكر لا تفضي إلى الموت , إنها الموت نفسه !”