“حين يُقاس تصوّر الرجل "المتحضّر" لغاية وجوده الإنساني, إلى التصور الإسلامي لهذه الغاية, تبدو الحضارة الراهنة لعنةً تنحطّ بالشعور الإنساني إلى الحضيض, وتصغر من اهتماماته, وأشواقه وإنسانيته كلها.”
“وإذا كان الرجل أقوى من المرأة فهو يحتقرها لأنه هو هابط لا يستطيع الارتفاع إلى المستوى الإنساني الذي يحترم فيه الإنسان لأنه إنسان”
“النظام الاجتماعي بكل خصائصه هو أحد انبثاقات التصور الاعتقادي؛ إذ هو ينبت نباتاً حيوياً وفطرياً، ويتكيف بعد ذلك تكيفاً تاماً بالتفسير الذي يقدمه ذلك التصور للوجود، ولمركز الإنسان في هذا الوجود؛ ولغاية وجوده الإنساني.”
“الشعر الذي يخلو من العنصر الإنساني , بما فيه من مجابهة وتحدِّ للظلم والقباحة والخسة ينحدر بسرعة إلى النسيان ثم إلى الغياب”
“إننا لا نبغي بالتماس حقائق التصور الإسلامي، مجرد المعرفة الثقافية. لا نبغي إنشاء فصل في المكتبة الإسلامية، يضاف إلى ما عرف من قبل باسم "الفلسفة الإسلامية". كلا! إننا لا نهدف إلى مجرد "المعرفة" الباردة، التي تتعامل مع الأذهان، وتحسب في رصيد "الثقافة"! إن هذا الهدف في اعتبارنا لا يستحق عناء الجهد فيه! إنه هدف تافه رخيص! إنما نحن نبتغي "الحركة" من وراء "المعرفة". نبتغي أن تستحيل هذه المعرفة قوة دافعة، لتحقيق مدلولها في عالم الواقع.نبتغي استجاشة ضمير "الإنسان" لتحقيق غاية وجوده الإنساني، كما يرسمها هذا التصور الرباني. نبتغي أن ترجع البشرية إلى ربها، وإلى منهجه الذي أراده لها، وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان، والتي تحققت في فترة من فترات التاريخ، على ضوء هذا التصور، عندما استحال واقعاً في الأرض، يتمثل في أمة، تقود البشرية إلى الخير والصلاح والنماء.”
“من المعلوم أنه حين يبتدئ السير إلى الحضارة , لايكون الزاد بطبيعة الحال من العلماء والعلوم , ولا من الإنتاج الصناعي أوالفنون , تلك الأمارات التي تُشير إلى درجة ما من الرُقيّ , بل إن الزاد هو " المبــدأ " الذي يكون أساساً لهذه المنتجات جميعاً .”