“إن الفكر الإسلامى حين يلتقى بالفلسفات الغربية فإن هذا يمثل نقطة قوة لا نقطة ضعف وإذا كنا نقول إن الفكر الإسلامى يعد فكراً قوياً ودقيقاً فلماذا الخوف - إذن - من إلتقائه بالفلسفة الغربية ؟!”
“إن عصرنا الراهن قد ابتكر طريقة يستطيع بيها رجل السلطان أن يُسكت رجل الفكر .. فهو اليوم لا يعذبه و لا يسجنه كما كان يفعل الحكام السابقون .. لكنه يستدرجه إلي حظيرة السياسة العملية فيلغي بذلك وجوده لأنك إذا أدمجت الفكر في العمل لم يعد فكراً … فواجب رجل الفكر إذن أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً …”
“الانحياز للثورة ، فى الفكر العربى الإسلامى ، أصيل أصالة فكرنا العربى الإسلامى النقى وتطبيقاته الشوروية المبكرة ... كما أن العداء للثورة ، فى هذا الفكر ، طارىء وغريب ... طارىء لأنه نبت للاستبداد السياسى الذى اصاب واقع هذه الأمة بعد دولة الخلفاء الراشدين ، وغريب لأنه ــ بكل المقاييس ــ لا يتسق مع روح الإسلام ونزوع الإنسان العربى إلى مقاومة الظلم ورفض الخضوع للاستبداد والمستبدين .”
“فإذا كانت وظيفة القلم، أو الرأى، أن يخدم أصحاب السلطة، فإن الأمة الإسلامية ستكون آخر الأمم، بالطريقة التى تعيش بها. والغريب أنى لا أرى هذا فى العالم الآخر! عندنا أزمة فهم.. عندنا أزمة فقه.. وعندنا مع هذا وذاك أزمة فكر.. والمحزن أن الذين يملكون الفكر، يملكهم من يملكون السيف.. فالمحنة كبيرة فى العالم الإسلامى، ما بقى السيف قادرا على ضرب الفكر، وتحديد إقامته..”
“إن الفكر الإصلاحي هو - من حيث نشأته - نتاج موقف متأزم، نتاج أزمة جعلها الإحساس المتفاقم بالانحطاط وعدم القدرة على رد الغزو الغربي أثقل وطأة. لقد أخطأت الأجيال الأولى من الإصلاحيين عندما تجاهلت حركة الأساطيل والجيوش الغربية المستعمرة، وظنت أن قوة الغرب الحديث هي حصيلة مباشرة وبسيطة للإصلاح الديني والعلم والعقلانية. على أن من التبسيط الفادح تفسير التوجه الإحيائي عند الإصلاحيين بأنه مجرد غطاء لتسويغ الاعتناق الغير مشروط للحداثة الغربية والخضوع لها.”
“إن الإنسانية لن يكتمل نضجها إلا إذا استطاعت قوة الفكر أن تعادل وتوازن قوة العمل”