“ما أبشع أن يشنق الإنسان على عمود نور ، لماذا لايترك ليعيش كما يشتهي ؟ من أعطى الناس الأخرين الحق بقتله ، من أعطاهم الحق في أن يقبضوا عليه ويعذبوه ، لأنه يختلف معهم ؟ يضربونه حتى يختنق ، ويتحول في النهاية إلى حيوان متورم لايعرف اليد اليسرى من اليمنى ، لايعرف هل يقول لا أم يقول نعم ؟ ويخاف وهو يرد المرحبا .. يخطئ عندما يعد إلى العشرة ..”
“من غير الصحيح أن يقول كل من لا يرتضي سياسة معينة ماشاء، وأن يفعل مايشاء، كما أن من غير الصحيح أيضًا أن تكمم الأفواه، ويتحول الناس إلى قطيع؛ لهذا فإن المعارضة السياسية تفتقر -في غالب الأحيان- الى الإتزان والوسطية.”
“من يستطيع فهم أسرار الحزن في رأسي؟من يقول لي كيف يمكن لمن نحب أن يكذبوا على عيوننا؟من يقول لي كيف تتربع الغربة حين نكتشف أن من منحناهم روحنا يستطيعون إيصالنا إلى تلك الغربة؟(دمشق) هلى بدأت تعرفين الآن لما أنت وطني؟كثيراً ما أتساءل هل كنت أنا التي أخطأت في اختياري؟ أم أن تبديد الأحلام صنعة يتقنها الرجال إلى الأبد ؟”
“لكن لماذا لا نتذكر دائماً أمثال هذه الرخص إلا بعد أن تصل سفينتنا إلى بر الأمان ونحس بقدرتنا على الاستغناء عن الأخرين ؟ ولماذا لا نتذكر الأشياء الناقصة في حياتنا إلا عندما تعطينا الدنيا من متاعها ما يسمح لنا بالبحث عنها ولو أدى ذلك إلى إفساد حياتنا وسعادتنا ؟ ومن هو الذي تخلو حياته نهائياً من الأشياء الناقصة مهما كان نصيبه من الدنيا ؟ أم أن الأمر هو دائماً كما يقول العقاد : تصفو العيون إذا قلت مواردها .. والماء عند إزدياد النهر يعتكر .”
“إن كلمة الحق في العقيدة لا ينبغي أن تجمجم! إنها يجب أن تبلغ كاملة فاصلة وليقل من شاء من المعارضين لها كيف شاء وليفعل من شاء من أعدائها ما يفعل فإن كلمة الحق في العقيدة لا تتملق الأهواء ولا تراعي مواقع الرغبات إنما تراعي أن تصدع حتى تصل إلى القلوب في قوة وفي نفاذ.”
“يقول عمر بن الخطاب في رساله لأبي موسى الأشعري يوضح له منهج القضاء الذي ينبغي أن ينتهجه:(..) ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس, فراجعت فيه نفسك و هُديت لرشدك أن ترجع إلى الحق: فإن الحق قديم لا يبطله شيئ. و مراجعة الحق خيرٌ لك من التمادي في الباطل.”