“الدلائل كلُّها تشير إلى أن فينا، في أعماقنا، غور سحيق نكفُّ فيه عن النظر إلى الحياة والموت، إلى الماضي والآتي، إلى الجسد والروح، كمتناقضات. قال ذلك شاعر كان صديقي، ربما لم يكتب في حياته بيتًا واحدًا، لكن حياته كلَّها كانت قصيدة. وقاله غيره كثير – قاله البشر منذ آلاف السنين ألف ألف مرة، ونسوه ألف ألف مرة. إن مثل أنْفَس المعارف التي تنكشف لنا كمثل النجوم: تولد، فتتألق، ثم يخبو نورُها، حتى تولد من جديد.”
“يعبِّر النسبي بلغة النسبي، و يعبِّر المطلق بلغة المطلق - و في هذا غبطتهما.أما الإنسان فيعبِّر عن النسبي بلغة المطلق، و عن المطلق بلغة النسبي - و في هذا شقاؤه.”
“البدء من الصفر، والتدرج للوصول إلى القمة، خير من حلمٍ زائف لن يتم، وخير ألف مرة من السير في الطريق المظلم إلى الوراء”
“الإنصاتُ إلى الأولاد... لا رصدُهم كموضوع بحث، ولا السعيُ إلى تأديبهم، بل أن يُحترَمَ فيهم هذا الجيلُ الجديدُ الذي يحملونه ويُحَبَّ. هل لنا أن نعرف يومًا إلى أيِّ حدٍّ ننصت من دون غش، من دون أن نُقحِمَ أنفسَنا، من دون أن نشوِّش على الموجات؟ليس لنا أن نفرض على الأولاد شيئًا. فكرتي أنه ليس ثمة إلا طريقة واحدة لمساعدتهم: بأن نكون حقيقيين وبأن نقول للأطفال إننا لا نعرف، لكن عليهم هم أن يتعلموا المعرفة؛ إننا لا نصنع مستقبلهم، لكنهم هم الذين سيصنعونه، وذلك بأن نَكِلَ إليهم دورَ الاضطلاع بمصيرهم تمامًا مثلما يريدون هم أن يضطلعوا به. لكننا، للأسف، نؤثر فيهم أيضًا، حتى من غير أن نقصد.”
“القانون بحد ذاته غير شخصي، لاجيد ولاسيّء. الخير أو الحق في المنظور التطوري هو كل ما ينسجم مع المزيد من التفتّح الداخلي ؛ بينما الشر أو الباطل هو كل ما يعيق التقدم نحو الكمال. وحتى في حالة الأعمال الطالحة، لايسري القانون لمعاقبة صانع الشر، بل لتعليمه. فإذا استوعب التلميذ الدرس بما يحول دون تكرر الخطأ تمّ قصد الطبيعة منه.”
“الكائن الذي ندعوه اليوم "امرأة"، أيها السادة، ليس المرأة. إنه مجرد نسخة عنها، فارقَها الجوهر، وغاب عنها المبدأ، وكذلك فرحُنا، ورجاؤنا، وخلاصنا. إننا ندعو "نساءً" مخلوقاتٍ لم يبقَ فيهن من المرأة إلا المظهر وحسب، ونضم بين أذرعنا محاكاة بائسة لجنس منقرض بالكلية، أو كاد.بالكلية، أو كاد؟!أقول "كاد"، إذ ما يزال ثمة عددٌ من النساء الحقيقيات. لكنهن حييَّات كالكواعب العذارى، جفولات كالوعول البرية، يعشن مختبئات وراء نقاب من السرِّ، ولا يسفرن عن وجوههن إلا لمن هو حقيق بأن يحدق فيهن بلا وَجَل. ففي الغور السحيق مكمن التنين المقدس!”
“في حضورك سأتحول عنك إلى نفسي لأفكر فيك, وفي غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك ..سأتصورك عليلاً لأداويك, مصابًا لأعزيك, مطرودًا مرذولاً لأكون لك وطنًا وأهل وطن, سجينًا لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص, ثم أبصركمتفوقاً فريدًا لأفاخر بك وأركن إليك ..وسأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب, وكيف تشتاق, وكيف تحزن, وكيف تتغلب على عاديّ الانفعال برزانة وشهامة لتستسلم ببسالة وحرارة إلاّ الىالانفعال النبيل !وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو, وإلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب ..وفي أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخورًا لأنك أوحيت إليّ ما عجز دونه الآخرون ..أتعلم ذلك, أنت الذي لا تعلم ?أتعلم ذلك, أنت الذي لا أريد أن تعلم ؟”