“إن العالم الإسلامي يموج في حالة من الإضطراب والتحول ,ومهما يكن الشكل الذي سيتخذه _عندما تبدأ آثار هذا التحول في الظهور _ فإن أمرا واحدا هو المؤكد.. ألا وهو : أن العالم المسلم لن يكون أبدا عالم النصف الأول من القرن العشرين .. لقد مضى عهد الإستسلام والركود بلا رجعه”
“عصور السلبية والركود تعني في الحقيقة غياب الإختيار الإسلامي , هنالك يجنح المسلمون عن ولوج الطريق الصعب إيثارا للدعة , ومن ثم نستطيع أن نقول : إن هذه العصور هي التعبير السلببي للإحتكار الروحي الذي يهيمن به الإسلام على العالم المسلم”
“كم من أشياء فعلناها وكنا لا نريد حقيقةً أن نفعلها؟ وكم من أشياء ودَدْنا أَنْ نفعلها ولكن لم نفعلها أبدًا؟ إذن، هناك عالمان: عالم القلب وعالم الطبيعة. فالرغبة قد لا تتحقق ولكنها حقيقة في عالم قلوبنا، حقيقة كاملة. ومن جهة أخرى، يقع الفعل بالصدفة المحضة، فعلٌ لم يكن مقصودًا ولكنه حدث كاملاً في العالم الطبيعي، ولم يحدث مطلقًا في العالم الآخر، عالم الحياة الجوّانية.”
“إنّ النصير الوحيد _ إن لم يكن الأوحد _ للفكر المتحفظ في العالم المسلم اليوم هم ((الحجاج والمشايخ)) هؤلاء الناس _ خلافا للتعاليم الواضحة أنه لا كهنوت في الإسلام _ جعلوا من أنفسهم طبقة منظمة هيمنت على تفسير الإسلام ووضعت نفسها وسيطا بين الإنسان والقرآن . ولأنهم جعلوا أنفسهم طبقة فقد جعلوا من أنفسهم ((لاهوتيين)) متحجرين في مغتقداتهم”
“الصلاة لا يمكن أدائها إلا بضبط الوقت والإنجاه في المكان الصحيح فاحتاج المسلمون إلى علم الفلك, والزكاة تحتاج إلى إحصاء ودليل وحساب, سنجد أن المجتمع المسلم بدون أن يمارس أي شيء إلا هذه الأعمدة الخمسة يجب عليه أن يبلغ حداً أدنى من الحضارة , معنى هذا أن الإنسان لا يستطيع أن يكون مسلماً ويبقى متخلفاً. وتاريخ العلوم الإسلامية تبين لنا أن تطور جميع الميادين العلمية في القرن الأول قد بدأت بمحاولات تحقيق الفرائض الإسلامية بأكبر دقة ممكنة.”
“إن الإسلام يجتهد في تنظيم هذا العالم عن طريق التنشئة والتعليم والقوانين التي شرعها، وهذا هو مجاله المحدود أما مجاله الرحيب فهو التسليم لله.”
“من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة ، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك ، إنما كان عليه في أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا ، ، باختصار أن يكون إنسانًا ، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة ، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون .”