“إن كل "دين" هو منهج للحياة بما أنه تصور اعتقادي.. أو بتعبير أدق بما أنه يشمل التصور الاعتقادي وما ينبثق منه من نظام اجتماعي. بل من منهج يحكم كل نشاط الإنسان في هذه الحياة الدنيا.كذلك عكس هذه العبارة صحيح.. إن كل منهج للحياة هو"دين". فدين جماعة من البشر هو المنهج الذي يصرِّف حياة هذه الجماعة.”
“وما يملك أحد يدرك مفهوم كلمة ((دين)) أن يتصور مكان وجود دين إلهي ينعزل في وجدان الناس ,أو يتمثل فحسب في شعائرهم التعبّدية ,أو ((أحوالهم الشخصية)) ,ولا يشمل نشاط حياتهم كله. ولا يهيمن على واقع حياتهم كله, ولا يقود خطى حياتهم في كل اتجاه, ولا يوجه تصوراتهم وأفكارهم ومشاعرهم وأخلاقهم ونشاطهم وارتباطهم في كل اتجاه..لا ..وليس عنالك دين من عند الله هو منهج للآخرة وحدها , ليتولى دين آخر من عند غير الله وضع منهج للحياة الدنيا .”
“سياسة الدولة في الإسلام جزء من تعاليمه، والإسلام دين بقدر ما هو قانون، و عقيدة بقدر ما هو نظام كامل للحياة.”
“إن الحاجز رقيق جداً بين ما هو دين محض وما هو دنيا محضة والمرجع إلى سلامة النية ونبل الغاية ,فالشئ الواحد قد يكون فاحشة كبيرة بما يلابسه من هوى ,وقد يكون جهاداً مبروراً بما يصاحبه من إخلاص.”
“إن هدى الله منهج حياة صحيحة . حياة واقعة في هذه الأرض . وحين يتحقق هذا المنهج تكون له السيادة الأرضية إلى جانب السعادة الأخروية وميزته أنه لا انفصال فيه بين طريق الدنيا وطريق الآخرة ; ولا يقتضي إلغاء هذه الحياة الدنيا أو تعطيلها ليحقق أهداف الحياة الآخرة . إنما هو يربطهما معا برباط واحد:صلاح القلب وصلاح المجتمع وصلاح الحياة في هذه الأرض . ومن ثم يكون الطريق إلى الأخرة . فالدنيا مزرعة الآخرة , وعمارة جنة هذه الأرض وسيادتها وسيلة إلى عمارة جنة الآخرة والخلود فيها . بشرط اتباع هدى الله . والتوجه إليه بالعمل والتطلع إلى رضاه . وما حدث قط في تاريخ البشرية أن استقامت جماعة على هدى الله إلا منحها القوة والمنعة والسيادة في نهاية المطاف ; بعد إعدادها لحمل هذه الأمانة . أمانة الخلافة في الأرض وتصريف الحياة .”
“إن الناس الذين يعيشون في كنف نظم ما بعد الشمولية يدركون جيداً أنه أهم من وجود حزب واحد أو أكثر من حزب في السلطة, وأسماء هذه الأحزاب, هو هل يمكنكم الحياة كآدميين أم لا.”