“إن الأمّة لن تخرج من أزمتها التاريخيّة إلا إذا أدركت كيف دخلت إليها. فليس من خروج من هذه الأزمة الدستوريّة التاريخيّة دون دراسة الخلافات السياسيّة التي تفجّرت بين الصحابة في القرن الأوّل الهجري، وتأمُّلها بعقل متجرّد يمنح قُدسيّة المباديء رُجحاناً على مكانة الأشخاص، ويواجه العقد النظريّة السائدة في هذا الموضوع بفقه وثّاب غير هيّاب، مع التزام بصحّة النقل، والتثبُّت في الرواية.”
“ومهما يعترض معترض أو يجادل مجادل بأن الكتابة في موضوع الخلافات السياسية بين الصحابة نكء لجراح الماضي السحيق، وجدل نظري في غير طائل، وفتح لباب التطاول على الأكابر .. فإن الأمة لن تخرج من أزمتها التاريخية إلا إذا أدركت كيف دخلت إليها.لا أحد يطرب بالحديث عن الاقتتال الذي نشب بين الرعيل الأول من المسلمين، ولا أحد يستمتع بنكء جراح الأمة، لكن الطبيب قد يوصي بالدواء المر، ويستخدم مبضعه وهو كاره .. ولتك أحيانا هي الطريقة الوحيدة لاستئصال الداء.”
“يخطئ من يحسب العبادات التي شرعها الإسلام ضربًا من الطقوس التي تؤدى في جو من الغفلة السائدة، والفناء في مجهول غير مفهوم. فإن الفرائض الأولي في الإسلام تقوم على اليقظة العاطفية والعقلية، وقلما تحظى بالقبول إلا إذا تركت أثرًا غائرًا في القلب واللب! ومن ثم فالعبادات التي كلف بها المسلم أساس مكين لصحته النفسية.”
“الخليفة الثاني هو الذي أسس لنقل السياسة الإسلامية من كونها ممارسة نبوية بشخص النبي ذاته، إلى كونها ممارسة إنسانية يقوم بها خليفته. وفي هذا اتسع المجال للخلاف بين الآراء، على العكس مما كان الأمر في حياة النبي.وبدءا من ذلك بدأت الانفجارات في العلاقات بين الدين و العالم، عبر العلاقة بينه و بين الدولة. ربما نجد في هذه الانفجارات عناصر تشارك في تفسير العنف، الدموي غالبا، في الخلافات ما بين المسلمين، بعد وفاة النبي مباشرة، وعلى امتداد النصف الأول من القرن الهجري الأول، والذي مات فيه ثلاثة خلفاء راشدين اغتيالا. وتمثلت ذروة هذه الخلافات في تأسيس الدولة الأموية حيث أصبح الدين مجرد أداة لخدمة الخلافة السياسية أو مجرد سلاح لمحاربة العدو. وأخذ الدين يتفتت في مذهبيات دوغمائية، يُعنى أصحابها بالقضاء على خصومهم، أكثر مما يعنون بالدولة و بنائها.”
“وقد استقرت روح (ميلتون) وراديكالية (بين) الخالصة في قلب الدستور الأمريكي وتعديله الأول الذي ينص على أن: "لن يصدر الكونجرس أي قانون يحد من حرية التعبير أو الصحافة"، وهو ربط على قدر كبير من الأهمية بين حق الفرد العالمي في حرية التعبير والحريات التي تتمتع وسائط الأخبار السائدة اليوم. وقد عزز توماس جيفرسون هذه المسألة عندما كتب في 1787، للكولونيل إدوارد كارينجتون أكثر العبارات لطفا في تاريخ الصحافة: "لأن حكومتنا ترتكز إلى آراء الناس، يجب أن تكون أولى الأولويات هي احترام هذا الحق؛ وإذا ترك لي تقرير ما إذا كان علينا أن نقيم حكومة من دون صحافة، أو صحافة من دون حكومة، فلن أتردد في تفضيل الاختيار الأخير".”
“الإبتسامة التي نتطلع أن نراها في وجوهنا و وجوه من حولنا زهرة. هذه الزهرة لن تنبت على ملامحنا إلا إذا وفرنا لها الارض الخصبة التي تترعرع فيها.”