“فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.يجب أن أرتب كل شىء فى وضعه الصحيح، وأن يستقر فى سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به!وفى البيت: ان غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل، فإذا الأيدى الدائبة تجول هنا وهنا لتنظف الأثاث المغبر وتطرد القمامة الزائدة وتعيد إلى كل شىء رواءه ونظامه.ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد؟ ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة من الساحات الطهور؟.ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم؟ وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض فى تلك الدنيا المائجة؟.”
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ( رواه مسلم )إن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها . وما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها . فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة ، وسجلات مبعثرة .”
“ألا ليت الناس يبذلون مزيداً من الجهد في التفكير، إذن لأدركوا أن الحياة لا تستحق أن نُعنى بها كل هذه العناية.”
“واستنباط حكم ما من أحكام الإسلام ٬ ليس سبيله أن نعثر على نص من النصوص ٬ فنطير به ونبنى عليه القصور. كلا. فلا بد لتقرير حكم ما ٬ أن نرجع إلى جميع النصوص التى وردت فى موضوعه ٬ وأن نفهم روح الإسلام العامة ٬ التى يصدر عنها قوانينه ٬ وأن ندرك أسوار التشريع وحكمه ٬ التى يناط التشريع ببقائها. ثم لنا بعدئذ أن نقارن وأن نرجح عند تعارض الأدلة ٬ ما ينقدح فى أذهاننا ترجيحه”
“ثقى إنك موهوبة وأن الله قد خصك بشىء وأنك لم تخلقى لتشبهى الملايين من أمثالك وإنما أنت جئت إلى الدنيا فى بعثه مقدسة لتكتشفى جوهرتك وتصقلينها وليثق كل واحد أن تحت مظهره العادى بذرة فى مكان مابذره فى مكان ما بذرة عبقرية عليه أن يبحث عنها ويكتشفها وسوف يكون كل شىء بع ذلك ممكناً”
“إن رسالة الإنسان فى هذه الحياة تتطلب مزيدا من الدرس والتمحيص. ووظيفته العتيدة فى ذلكم العالم الرحب يجب أن تحدد وتبرز حتى يؤديها ببصر ووفاء، وقوة ومضاء. إن بعض الناس جهل الحكمة العليا من وجوده، فعاش عاطلا فى زحام الحياة، وكان ينبغى أن يعمل ويكافح. أو عاش شاردا عن الجادة تائها عن الهدف، وكان ينبغى أن يشق طريقه على هدى مستقيم. والنظرة الأولى فى خلق آدم وبنيه كما ذكرها القرآن الكريم توضح كل شىء فى هذه الرسالة. لقد بدأ هذا الخلق من تراب الأرض وحدها، والبشر جميعا فى هذه المرحلة من وجودهم ليس لهم فضل يمتازون به، أو يعلى مكانتهم على غيرهم من الكائنات. كم تساوى حفنة من التراب؟ لا شىء.”