“وكلما كانت سيطرة الجهل على المجتمع أشد كان خوف العقل الجمعي من شذوذ العقل الفردي عنه أكبر وأعضم ؛ ولهذا نجد أن كثيرا من الناس عندنا لا يرتاحون للجديد , ولا يحبون من أحد أن يجرب , أو يحاول شيئا غير مألوف , وإذا حاول أحدهم ذلك انتظروا إخفاقه حتى يقدموا له النصيحة بعدم التكرار , وكل هذا من أجل استمرار التشابه وبقاء كل شيء على حاله !”
“من الملاحظ اليوم أن الشخص المتعلم -رجلا كان أو امرأة- أشد سيطرة على عواطفه من غير المتعلم , وذلك لأن العلم يرشد المرء إلى النقطة التي يجب أن يتوقف عندها الانفعال ”
“إن الإنسان لا يرى كل أحداث الحياة، ولا يفهم كل أسباب ما يجري حوله، ولا يعرف كيف يفسر كثيرا منه .. ولهذا فان العقل سيظل وهو يفكر مصدراً لانتاج الاوهان والأباطيل، وإن التأني في اعتماد تفسيرٍ ما أو تصديق خبرٍ ما بالإضافة إلى سؤال أهل الإختصاص.. من الأمور التي تساعد على حماية عقولنا من استيلاء الخرافات والأساطير عليها”
“الأطفال الصغار يميلون بفطرتهم إلى الرتابة ( الروتين ) ويرتاحون إلى تكرار الأشياء ,ومن هنا فإن من المهم أن تحرص الأم ( وكذلك الأب ) على أن تقرأ شيئا لطفلها ولو لمدة عشر دقائق ,فالقراءة على نحو يومي تلقي في ( العقل الباطن ) لدى الطفل الإحساس بأهمية القراءة ,وإلا لما أصر والده عليها في كل يوم ,كما أن المداومة على القراءة توثق الصلة بين الطفل وبين من يقرأ له : نحن نريد أن ينشأ الطفل وهو يشعر أن القراءة مثل النوم والطعام والشراب واللعب ... شيء يتكرر كل يوم”
“قد تعودنا منذ زمن بعيد أننا إذا نفرنا من كلمة قالها شخص أو من موقف غير لائق وقفه فلان من الناس أن نعرض عنه بالكلية ونسقطه من حسابنا بشكل نهائي وحين أكون أنا أو تكون أنت ذلك الشخص فإننا نشعر بالظلم وهذا هو شعور باقي الناس.إن المرء قد يقول الفكرة خاطئة ويتشبث بها لكن يكون منهجه العام صحيحا كما أن الإنسان قد يقف في قضية ما موقفا غير حميد بسبب طمع أو غلبة شهوة أو سوء تقدير .. ولكن سيرته العامة مرضية أو مقبولة ولهذا فإن علينا أن نقوم الخصم تقويما شاملا حتى لا نرسم صورة ذهنية سوداء عنه بسبب غلطة أو هفوة أو موقف فذ.”
“مرّ على العالم الإسلامي ما يقرب من عشرة قرون, وكثير من الناس يهتمون بالصيام أكثر من اهتمامهم بالصلاة حتى قال ابن الجوزي-رحمه الله-:"وفي زماننا من إذا جلدته حتى يصلي ما صلى, وإذا جلدته حتى يفطر في رمضان ما أفطر!", مع أننا نعرف أن أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين هو الصلاة, وهذا الخلل في الاهتمام ظلّ موجودًا إلى عهدٍ قريب, ولا نستطيع أن نفهمه إلاّ إذا عدنا إلى التاريخ؛ ويغلب على ظني في هذا السياق أن الأمة مرّت بفترة انقطاع حضاري ساد فيها الجهل, وقلّ العلم , وحين يحدث ذلك يصبح تحكّم العادات و التقاليد بسلوك الناس أكثر من تحكّم المبادئ والأحكام الشرعية... ويبدو أن إفطار رمضان يعبِّر في نظر الكثيرين عن نقص في الرجولة, وليس كذلك ترك الصلاة, وهذا ما دعا الكثير من المسلمين في الماضي إلى التشبث بالصيام والتهاون بالصلاة.”
“مهما كانت قدرتنا على فهم الواقع عظيمة , ومهما كانت مناهجنا وأدواتنا فعالة , فإن كثيرا من النتائج التي سنحصل عليها سيكون غير حاسم , ولهذا فإن علينا أن نكون حذرين في إطلاق الأحكام المتعلقة بها وإلا كنا مجازفين وغير موضوعيين ”