“ولا يغرنك ماتظن في نفسك من إلحاد وتفكير حر,فاغلب الظن انك لست ملحدا ولا كافرا وانك تؤمن بشيء ترتاح إليه نفسك وسيتبين لك ان نفسك لاترتاح حقا إلى إيمان شامل قوي إلا حين تؤمن بالله وان الخلاف بينك وبين المؤمنين اختلاف في التعبير عن الايمان وهو اختلاف في المظهر لايدل على خلاف في جوهر الايمان, وانك في حقيقة امرك لا تكفر بالله وإنما تكفر بما يقال لك عن الله”
“في هذا العالم ;أحيانا لا تدخل الحياة ,إلا بالخروج عليها ..و لن تصلي حتى تترك الجماعة ..ولا تؤمن بالله حتى تكفر بالمعبد الذي يرفع اسمه..ولن تعانق الحكمة حتى تتخلى عن كتب فلاسفتها.”
“و معنى الايمان بالله أن أكون اهلا لمعرفته و جديرا بالانتماء اليه،و لا يصلح لذلك الا من هذب نفسه، و صان مسلكه ،انك لا ترشح نفسك لصحبة كبير الا اذا اصلحت هيئتك ، و زكيت سيرتك ، فكيف ينتمي الى الله مسف في احواله،مسيء في اعماله،مريب في خلاله؟!”
“وأكثر المتدينين يظنون أن الاخلاص لدينهم يحتم عليهم أن ينكروا كل مايؤمن به غيرهم,ويظنون أن التعصب يدل على قوة ايمانهم, ويحسبون ان حملهم الناس على الايمان بدينهم قسرا يقربهم الى الله. وهم يخلطون بين جوهر الايمان ومظهره, بين الغاية من الدين -وهي التطهر عن طريق الايمان بالله-وبين الوسائل التي يبلغ بها الناس هذه الغاية, وهم يظنون أن الشك في شيء مما يعتقدونه ولو كان في غير ذي شأن لا يكون إلا كفرا”
“لا تغتر بالله, كما لا ترتاب فيه, ولا تطمع في حبه, كما لا تيأس منه, ولا تتحدث عنه لتثبت ذاته, كما لا تميل إلى إنكاره, واحم نفسك من الشهادة بوحدانيته.”
“إن خروج الإنسان عن سجاياه وانفصاله عن طباعه العقلية والنفسية السليمة أمر يفسد عليه حياته ويثير الاضطراب في سلوكه..اعلم انك نسيج وحدك..فأنت شئ فريد في هذا العالم ولا يوجد من يشبهك تمام الشبه شكلياً أو نفسياً.. وهذا من تمام قدرة الله عز وجل..فاغبط نفسك على هذا وارض بما قسم الله تعالى لك ,وابذل جهدك لتستفيد مما منحك ربك إياه من مواهب وصفات متقبلاً في الوقت ذاته علاتك وسلبياتك.”