“لا تتعجل القدر ولا تختط خطة المستقبل ولا تغذ النسيان بأفكارك حين تفكر في البعيد ، فإنك في حاجة إليها ؛ واعلم أن الآلة التي تدير هذا العالم إنما تُدار من فوق حيث لا تصل إليها اليد التي تحاول أن توقفها أو تبطيء من حركتها أو تزيد فيها”
“فاعلم أنى لا أحب فيها شىئا معينا أستطيع أن اشير إليه بهذا أو هذه أو ذلك أو تلك ولا (بهؤلاء)كلها..إنما أحبها لأنها هى كما هى هى ، فلإن فى كل عاشق معنى مجهولا لا يحده علم ولا تصفه معرفة، وهو كالمصباح المنطفىء: ينتظر من يضيئه ليضىء ، فلا ينقصه إلا من فيه قدحه النور أو شرارة النار...”
“الإنسان إنما خلق اجتماعيا وهو بشخصه لا قيمة له ولا منفعة إلا عندما يكون شخصه جزءا في مجموع ، لأن اليد الواحدة في الجسم ولو كانت يد ملك وكان فيها زمام العالم فإنها لا يفارقها عيب أختها المقطوعة”
“هؤلاء الأطفال الذين هم السهولة قبل أن تتعقد.الذين يرون العالم في أول ما ينمو الخيال ويتجاوز ويمتد.يفتشون الأقدار من ظاهرها؛ ولا يستبطنون كيلا يتألموا بلا طائل.ويأخذون من الأشياء لأنفسهم فيفرحون بها، ولا يأخذون من أنفسهم للأشياء كيلا يوجدوا لها الهم.قانعون يكتفون بالتمرة، ولا يحاولون اقتلاع الشجرة التي تحملها.ويعرفون كُنْهَ الحقيقة، وهي أن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها.فيجدون من الفرح في تغيير ثوب للجسم، أكثر مما يجده القائد الفاتح في تغيير ثوب للمملكة.”
“وليت شعري ماذا يراك الملحد أيها القمر؟ إنه لا موضع في قلبه للحب؛ لأن الحب مؤمن, ولا مظهر في نفسه للجمال؛ لأنها مظلمة يسطع فيها جمال الشمس, ولا يجاوز في عينه منظر جمرة تلتهب أو قرص من السِّرجين يشتعل؛ وهو في حالة لا تعرف هناء الفكر حتى يفكر في الهناء؛ بل هو كعالم تشريح: ينتظر كل يوم من القدر جثة هامدة ليـُـخرج منها برهانا على حقيقة في علمه أو حقيقة لبرهان, فما أنت أيها القمر في رأي عينه على ما أنت إلا حجر”
“ليس من طبعي أن أتصفح على الخلق فإن من وضع نفسه هذا الموضع هلك بالناس ولا يحيون به ، وتعقدوا في صدره كما يتعقد الماء العذب بالغصص المؤلمة ، ورموه بذنوبهم من حيث لا يمحص عنهم شيئا”
“أن الإنسان لا يعيش فردا ولكنه حين يموت يموت فردا ، فإذا رأيت فقيرا منبوذا من الاجتماع منفردا عنه لا يساهمه في عمله أو عيشه ، بل كأنه يعيش في بقعة مجهولة من الحياة فاعلم أن إهمال ذلك الفقير هو نوع من القتل الاجتماعي”