“الدعوة إلى العمل الإيجابى أسهل على الداعي من الدعوة إلى التبصر, و إن كان حمل الناس على الاستجابة إليها أصعب. أما الدعوة إلى الإحجام فهى أصعب على الداعي وإن تكن أسهل على الناس تنفيذا”
“ولا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة ، قال الله تعالى : (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) ، فقوله : (أدعو إلى الله) تفسير لسبيله التي هو عليها ، فسبيله وسبيل أتباعه : الدعوة إلى الله ، فمن لم يدع إلى الله فليس على سبيله”
“و ليس كذلك صاحب الدعوة المحددة، الذي يريد تحقيقها في عالم الواقع و دنيا الناس. فلصاحب الدعوة هدف، و له منهج، و له طريق. و هو يمضي في طريقه على منهجه إلى هدفه مفتوح العين، مفتوح القلب، يقظ العقل؛ لا يرضى بالوهم، و لا يعيش بالرؤى، و لا يقنع بالأحلام، حتى تصبح واقعاً في عالم الناس.”
“إن العمل فى مجال الدعوة إما أن يكون وظيفة أو رسالة، فما أيسره إذا كان وظيفة يعتمد على التوقيع فى دفتر الحضور و الانصراف، و ما أعظمه إذا كان رسالة تقوم على الصدق و الصبر و الشجاعة”
“-" إن القلب البشري هو أقرب ما يكون إلى جهاز الإستقبال .وأصحاب الدعوات لابد أن يحاولوا تحريك المشير لبتلقى القلب من وراء الافق . ولمسة واحدة بعد ألف لمسة قد تصله بمصدر الإرسال . إن من السهل على صاحب الدعوة أن يغضب لأن الناس لايستجيبون إلى دعوته فيهجر الناس ..غنه عمل مريح قد يفثا الغضب ، ويهدئ الاعصاب ..ولكن أين هي الدعوة ؟ ومالذي عاد عليها من هجران المكذبين المعارضين ؟!إن الدعوة هي الأصل لاشخص الداعية ! فليضق صدره ولكن ليكظم ويمض،وخير له أن يصبر فلايضيق صدره بما يقولون !إن الداعية أداة في يد القدرة .والله ارعي لدعوته وأحفظ .فليؤد هو واجبه في كل ظرف وفي كل جو والبقية على الله .والهدى هدى الله ! ”
“وسبب عودته إلى الملك هو سبب طلبه للنجاة من أصحاب الملك فوق الجبل وهو أن الدعوة لم تتم، وليست الحياة هدفاً يحرص عليه الدعاة إلا من خلال كونها ضرورة من ضرورات الدعوة سواء أكان تحقيق هذه الضرورة يتطلب الحرص على الحياة أو الحرص على الموت.والذين يفسرون مصلحة الدعوة بالحرص على حياة الدعاة فحسب هم أصحاب التصور الناقص الذي لايعدو أن يكون فلسفة للجبن أو للارتداد عن سبيل الله.والذين يندفعون إلى الموت برغبتهم النفسية دون اعتبار لمصلحة الدعوة إنما يبددون بذلك الاندفاع والتهور طاقة الدعوة وإمكانياتها.وكما أن مصلحة الدعوة هي الحد الفاصل بين الجبن والشجاعة. فهي أيضاً الحد الفاصل بين الشجاعة والتهور، فالجبن هو عدم الاستعداد للتضحية، والتهور هو التضحية بلاضرورة أومنفعة، والشجاعة هي التضحية الضرورية النافعة، وعلى هذا لم يكن طلب الغلام للنجاة جبناً ولم تكن عودته إلى الملك تهوراً بل كان في كلا الموقفين شجاعاً حكيماً.”