“القبول بأنني لا أنتمي لأحد, و لا لشئ, و لا ثمة شئ ينتمي إليّ, قلل هذا من شأني و جعله مثل شأن شبح ما.هذه يجب أن تكون الوحدة, التي تكلمنا و قرأنا عنها كثيرا دون أن نصل حتي إلي معرفة ماذا كانت أبعادها الأخلاقية. حسنا الوحدة كانت هذا: أن تجد نفسك فجأة في العالم كما لو أنك قد انتهيت لتوك من المجئ من كوكب آخر لا تعرف لماذا طردت منه. سمحوا لك بإحضار شيئين يجب أن تحملهما كلعنة ما حتى تجد مكانًا تصلح فيه حياتك انطلاقًا من تلك الأشياء، والذاكرة المشوشة عن العالم الذي أتيت منه !الوحدة هي عملية بتر غير مرئية ، ولكنها فعالة جدًا” كما لو كانوا ينزعون عنك السمع و البصر, هكذا هو الأمر , في معزل عن كل الحواس الخارجية, و عن كل نقاط الصلة,و فقط مع اللمس و الذاكرة يتوجب عليك أن تعيد بناء العالم, العالم الذي يجب أن تسكنه و الذي يسكنك, ماذا كان في ذلك من أدب و ماذا كان فيه من متعة؟ لماذا كان يعجبنا كثيرا؟”
“يقول زوجها "أرى أن الفساد صار جزءًا من الأنظمة" شرح قائلاً : "الذي تسمينه فساد يُشكل جزءًا من كل الأنظمة،كلها .. بل أكثر من ذلك،لو لم يكن الفساد موجودًا ماعملت الأنظمة. المهم هو معرفة بأي جزء من النظام يوجد الفساد ،والتحكم فيه لكي لا ينمو أكثر مما تستطيع كل مؤسسة أن تتحمله.ولكن بصفة عامة،وانطلاقًا من مستويات معروفة من المسئولية،الفساد ليس فقط أمر غير سئ،بل إنه أمر مرغوب فيه .التفكير في العكس على أحسن تقدير هو سذاجة." (!)”
“يجب علينا فقط أن نكون مخلصين لأفكارناولتكون مخلصا لأفكارك يجب أن يكون عندك أفكار أولا”
“في وصف مياس لعلاقتها بأخيها يقول: "ظل أخوها بعض الوقت في المنزل،لكن محاولات كليهما في التواصل باءت بالفشل.كان الأمر كما لو أنهما منذ زمن بعيد كانا ينتميان لنفس الوطن،لكن الحياة شتتهما مجبرة إياهما على اكتساب ملامح وعادات أو تصرفات غريبة حولتهما إلى آخرَيْن دون أن يصلا بذلك إلى فقدان الذاكرة لما كانا عليه. ولكن هذه الذاكرة ليس لها فائدة سوى أنها تغذي ضمير الفقدا والتأكيد على استحالة استعادة عادات الوطن الأول،حيث كانا يملكان سمات قادرة على استحضار عالم خاص،أرض مشتركة كان التبادل فيها ممكنًا.”
“دافعت عن نفسى ضد العواطف دون أن أفكر أن كل واحدة من تلك الدفاعات كانت تعنى بتراً ما.”
“ (..) وديعةُ هي دقات ساعة البندول مثل دوار الفراغ الذي يخرج منه مستقبلي .لدينا الحياة بأكملها أمامنا،لاداعي للاستعجال. (..)ثمة رجلان يتشاجران في الشارع،أمام شرفتي،يشكلان جزءًا من ذلك المجتمع ،من تلك الماكينة التي يظهر فيها إنريكي زوجي،بشكل جيد جدًا.يعيشون داخل كابوس يشعرون فيه أنهم خلاقون.عندما يستيقظون من ذلك الحلم،سأكون سبقتهم بحياة. فجأة سطعت الشمس بشكل لا أستطيع معه الرؤية .من النافذة يدخل ضوءٌ يغشي الأبصار وأبيض مثل ضوء حمام الفندق. في منتصف ذلك الضوء ،قريبًا جدًا،ستتجسد الشمس بشكل مظلم وجميل مثل شكل الشيطان ،ولكنها لطيفة وحلوة مثل الشكل الإلهي.”