“المكان ..أفكر : ترى لماذا يفكر كل الذين يكتبون شيئاً عن حياتهم أن يصفوا الأمكنة التي درجوا عليها , و جالوا في أزقتها , و اختلطت دمائهم بمائها و هوائها , و تداخلت طبيعتها معهم حتى تشكلت نفوسهم بشكلها ؟ إنهم يفعلون ذلك , تجاة أمكنتهم , لأن الإنسان انعكاسٌ لها , يحمل تفاصيلها , و يتشكل على طريقتها .”
“و في المرآة تأملت ذلك الشئ المفزع الذي تحولت إليه .. و سألت:-"و من هي الفتاة التي تقبل؟"فيقولون في حماس:-"هناك ألف عروس !"-"ألف عروس معتوهة ؟!!"فيردون و هو يتنهدون في سأم:-"إن الجميع يتزوجون يوم ما .. و لكل أوان أذان .. و ستكون هناك حتما بعض التنازلات من الطرفين .."فأصرخ في هلع:-"و لماذا يتنازل الطرفان؟ .. ما الذي يرغمنا على ذلك !"-"للأسف أنت مازلت طفلا لا يقبل أن يتنازل .. طفلا يريد كل شئ دون مقابل .."-"هذا صحيح .. و ما دمت كذلك فلماذا اتزوج ؟"-"لأن الجميع يفعلون ذلك يوما ما !!”
“كل كلمة تسمعها و كل شئ تراه .. حتى و ان لم تدركه جيدا .. فهو يختزن في العقلو لذلك اختار ما تسمع و ما ترى و المكان الذي تذهب اليه و الشخص الذي تصاحبه”
“أنا أعرف ما الذي أضاع فلسطين..كلام الجرائد لا ينفع يابني،فهم-أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة و في غرف واسعة فيها صور و فيها مدفأة،ثم يكتبون عن فلسطين،و عن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها.”
“أسقطتْ كل الذين صاروا عبئاً على حياتي، و كل الذين لم أعد أستشعر تجاههم بعاطفة قوية، و كل الذين لم أرهم و لم يتصلوا بي منذ زمن حتى و أنا في امس الحاجة إليهم. أسقطتهم كما تسقط الشجرة أوراقها اليابسة و الميتة التي لا روح فيها ..”
“تحمل تجاهي كل هذه الشكوك و على الرغم من ذلك قررت مكاشفتي بحقيقة- الكتاب .لماذا؟لأن منح الثقة والاستسلام للآخر و التخلي عن كل الحواجز و الأسوار هي- أصدق طريقة لنقول للآخر إننا نحبه.”