“فلو لم يكن للاسلام من أثر إلا تكوين أمثال هذا الرجل(طارق بن زياد)واستنهاض قومه للعمل الجليل لكفاه فكيف وقذ بث هذه الروح فى كل مكان أظلته رايته وكيف وقد فعل هذا فى أقصر وقت وحققه على اتم وجه”
“و نشير هنا الى حقيقة تجلت اكثر من مرة خلال هذا التاريخ . و هى ان اكثر ما اذى الاسلام فى الاندلس هو خلاف المسلمين بعضهم مع بعض فقد كان ذلك اشد وطأة من اى خطر اخر”
“إن رسالة الإسلام لم تكن قط إقامة ملك إسلامي، بل إقامة نظام جديد سياسي اجتماعي، يقوم على الترابط والتآخي والإيثار واستبعاد سيطرة الإنسان على الإنسان، واستبدال سلطة الملك بسلطة الضمير، والضمير الحي الصاحي هو الذي يوجه الإنسان في كل تصرفاته، وهو الذي ينظم المجتمع، وهو الذي يضمن قيام الأمة الفاضلة التي يحكمها ضميرها الإسلامي، ولا يكون الخليفة في هذه الحالة إلا رمزاً للعدل وضماناً للأخلاق.”
“إن كل كلمة نقرؤها في أخبار بناء أمة الإسلام إنما هي رمز على مبدأ من مبادئ الأمة الجديدة، والذي حدث أن الأجيال التي جاءت بعد لم تكن قادرة على الإحساس بروح عصر النبوة، وترجمت السيرة بحسب مفهومها وتصورها.”
“أمة الإسلام الواحدة تجمعها روابط الإسلام والجهاد مادامت تشترك معا في شئون الدفاع عن أوطانها التي يجعلها الإسلام وطناً واحداً. ومعنى ذلك أن أمة الإسلام الجامعة، أمة الأحرار، لم يكن من الضروري قط أن تخضع لنظام سياسي واحد أو لسلطان مركزي واحد.. بل يمكن أن تربط وحداتها بعضها إلى بعض رابطة رمزية هي التي سماها أبو بكر "خلافة".. وهي مصطلح بعيد كل البعد عن معنى الملك أو السلطان أو الدولة أو الإمبراطورية. وذلك هو لباب الفلسفة السياسية لأمة الإسلام.إنها ليست إمبراطورية ولا كسروية ولا قيصرية تخضع الناس لسلطان واحد بالقهر والقوة، بل هي رابطة الإيمان التي لا تمس كرامة شعب من شعوبها أو وطن من أوطانها. فكما أن كل فرد في هذه الأمة حر مادام ملتزماً بالإيمان بعقيدة الأمة مرتبط معها بروابط الجهاد والدفاع عن الدين وحماية وطن الأمة العام الواحد، فكذلك كل وحدة من وحداتها كان من الممكن أن تظل قائمة بذاتها وشخصيتها ومقوماتها داخل رباط وحدة الإيمان الواحد والهدف الواحد.”
“كانت الأجيال الأولى من المسلمين على مثال من الإلتزام بهدي الإسلام ومكارم أخلاقه، ومن الفهم لروحه وغاياته على مستوى لا يصدق. وكانت الأجيال المتأخرة من المسلمين على مثال من البعد عن الإسلام وروحه والزهد في الحق ومكارم الأخلاق على درجة لا تصدق.”
“هذه أمة الإسلام وأمة الإنسان الحر الذي يشعر أنه عضو في جماعة حرة خيرة يقوم أمرها على التراضي والتشاور والإقتناع، وهدفها خدمة الجماعة كلها والتساوي في الحقوق والواجبات بين أفرادها جميعا.”