“كنا- مثلا - نؤمن بجواز استحدام العنف بل وجوبه فى بعض الاحيان من أجل نشر دعوتنا وإقامة فكرتنا ، وكان العنف بالنسبة إلينا مبررا بل شرعيا وكان الخلاف بيننا فى توقيته ومدى استكمال عدته فحسب . فكانت الفكرة المسيطرة على مجموعتنا نحن ألا نستخدم القوة الآن ، وإنما نعد أنفسنا لاستخدامها حين تقوى شوكتنا ونصبح قادرين على القضاء على هذا النظام الممسك بالحكم ،ولكن الفرق بيننا و بين من مارسوا العنف وأطلقوا على انفسهم اسم (جماعة الجهاد) أنهم تعجلوا الامور ونفذوا ما اعتقدوا بسرعة ودون حسابات دقيقة !! وقد ظلت هذه الفكرة مسيطرة علينا حتى أواخر السبعينيات ، حتى بعد دخولنا جماعة الاخوان المسلمين، إلى ان بدأنا نراجعها تدريجيا .”
“يُحكى أن ملكاً من ملوك مصر درب قردة على الرقص ، وأن هذه الحيوانات قد تعلمت بسرعة ورقصت بعد أن تزينت بالأرجوان ووضعت على رؤوسها الخوذ وظل المشهد يثير إعجاب الناس حتى جاء يوم شاء أحد النظارة أن يلهو ، وكان فى حوزته جوز ألقاه فى حلبة الرقص ، وما أن شاهدته القردة حتى نسيت الرقص وعادت إلى طبيعتها الأولى ، قردة بدل راقصين ، فحطمت خوذها ومزقت ثيابها وتقاتلت فى سبيل الحصول على الجوز”
“أيقنت في داخلي أنك لن تكون يوما لي.. فالعقبات كثيرة بيننا والاختلافات واضحة بين عالمينا، حتى إن بادلتني الشعور فلن تقوى على محاربة ظروفك من اجلي ولن أقوى على تحدي عجزي من أجلك.”
“تملأ كل حياتى .. اتعنى باسمها فى كل آونة واهتف به واردده فى خشوع كالأدعية والتراتيل… وكثيراً ما كانت عيناي تغرورقان بدموع لا افهم لها معنى … وكان يمتلكنى فى بعض الاحيان شعور بأن سيلا جارفاً من الحياة الحارة ينبثق من قلبى ويفيض على جوانبه فيملأ دفؤه صدرى … وما كنت اسمح لتفكيرى أن يذهب بعيداً , وهل سأنعم بالحديث إليها ؟ … وما سيدور بيننا ؟ … وكيفية التعبير لها عن حبى , وما يعتلج فى نفسى حيالها من شعور جارف وعواطف ملتهبة . لقد كانت تطغى على كل تفكيرى , وكان جسدى اشبه بآلة موسيقية تجرى عليها اصابع سحرية بألحان من اسمها وكلماتها وبسماتها”
“إن تعبيرات (إهانة رموز الدولة) و (تكدير السلم الإجتماعى ) و (الحض على ازدراء النظام ) و (إثارة البلبلة) إلى آخر هذه التهم السخيفة هى من مخترعات الأنظمة الاستبدادية للتخلص من المعارضين وتكميم الأفواه حتى يفعل الحاكم المستبد ما يريده فى الوطن والناس فلا يجرؤ أحد على مساءلته”
“ ألم تكن غريبة هذه الصداقة بيني و بين هذا الشاب على ما كان بيننا من الأئتلاف و الأختلاف؟ أكانت صداقة خالصة ام كان وراءها أكثر من الود الذي يكون بين الأصدقاء؟”