“لو كانت المساجد في بلادنا تؤدي دورها لما كان الشارع في بلادنا كما هي حاله الآن، شارع متخاذل ملهي متداعِ مرخي، شارع يشبه شوارعنا الأسفلتية المليئة بالحفر والمطبات والأتربة، يبدو كأنه منساق إلي قدر محتوم لا فكاك منه ولا سبيل لدفعه.”
“لم أتمكن من مقاومة مرارة أن هناك في بلادنا من يدفع الأطفال و يضطرهم لأن يفكّروا في الموت كسبيل لاستمرار الحياة .”
“و إن الله تعالى لن ينفخ في صورتنا إلا لو توقفنا جميعاً عن تلك المقولة اللعينة التي نقولها في معرض المدح و الفخر بأبنائنا ( يا رب تطلع زي أبوك ) ، و هي مقولة ربما لو تخلصنا منها بداخلنا لما ظهرت لدينا يوماَ ما مشكلة التوريث ، التوريث أيًّا كان في أي مكان صحرا كان أو بستان !!”
“لا أتصور أن يتم اعتقال غير قانوني علي شاب لأنه مارس حقه الديمقراطي في المعارضة فيتم سحله ومرمطته، بينما يعامل الأمن نفسه بمنتهي الرقة شاباً يمد يده علي ست في أي شارع من شوارع مصر برغم أنه يرتكب مخالفة صريحة يتشدد القانون في إيقاع العقوبة علي مَن يرتكبها نظرياً بالطبع.”
“لماذا يسير الأبناء في بلادنا دائماً في ركاب آبائهم سواء في السياسة أو البيزنس أو حتى في الذهاب إلى صلاة الجمعة ، لماذا نسحق دائماً تفرد أبنائنا و تميزهم و نفرح باتفاقهم معنا أكثر من اختلافهم معنا ، لماذا نخلط دائماً بين بر الابن بأبيه و بين تحوله إلى نسخة باهتة من أبيه !!”
“كل المستشفيات كئيبة, و إن حسنت خدمتها و غليت أسعارها و نضفت أروقتها. لكن مستشفيات الففراء في بلادنا ليست كئيبة, بل حقيرة. و الكآبة يمكن احتمالها, أما الحقارة فلا يجوز احتمالها.”
“تذكرت مئات الخطب التي استمعت إليها في حياتي تدعو إلي التشدد والتطرف والتخلف وتركز علي سفاسف الأمور، ولا تتخذ من المسجد منبراً للحرية والعلم والعقل، تذكرت كل ذلك ولم أعد أدري هل أضحك كما كنت أضحك عادة أم أبكي هذه المرة أم أفر من المسجد فرار المكلوم المثقل بالجراح، لكن إلي أين يفر الإنسان وهو في بيت الله الذي أصبح مكتوباً عليه بحكم تعليمات الأمن والوزارة أن يتحول هو الآخر إلي عبد للمأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله.”