“إنها لمسألة غير تافهة أن تسأل : في عالم اللامنطق وانعدام القانون. في العالم المحكوم بالطغيان وسطوة الآلهة والقتل وميراث الأجداد المنقرضين. عالم النزوة والمزاج والفردية كيف تفكر وتتحرك.كيف تتقدم. بل كيف تتشكل؟ ؟ هل باستطاعة الحب أن يتجاوز الحالة؟ وهل تأسيس حالة حب على نحو صحي ضد عالم النفي اللاعقلاني ينقذ العالم والنفس؟ ليكن السؤال هكذا : الإنسان أولا أم المجتمع؟ وهل بالإمكان بناء عالم جديد بإنسان قديم ؟”
“على المرء الذي يود أن يشرع في الدخول إلى هذا العالم البديع، عالم الكتب والقراءة، أن يقرأ أولا ما يحب”
“ليس هذا العالم بالعالم الغريب: بل هو عالم جديد.”
“لا يقاس غنى المجتمع بكمية ما يملك من (أشياء)، بل بمقدار مافيه من أفكار.ولقد يحدث أن تلم بالمجتمع ظروف أليمة، كأن يحدث فيضان أو تقع حرب، فتمحة منه (عالم الأشياء) محواً كاملاً، فإذا حدث في الوقت ذاته أن فقد المجتمع السيطرة على (عالم الأفكار) كان الخراب ماحقاً. أما إذا استطاع أن ينقذ (أفكاره) فإنه يكون قد أنقذ كل شي، إذ أنه يستطيع أن يعيد بناء (عالم الأشياء) ..لقد مرت ألمانيا بتلك الظروف ذاتها،كما تعرضت روسيا لبعضها،إبان الحرب العالمية الأخيرة. ولقد رأت الدولتان الحرب تدمر (عالم الأشياء) فيها. حتى أتت على كل شيء تقريباً. ولكن سرعان ما أعادتا بناء كل شيء بفضل رصيدهما من الأفكار”
“في قلبي العاري إحساس دائم بالغربة عن العالم وطقوسه . إنه عالم البورجوازية حيث أخلاقية الصرّاف ، المرعبة . عالم الغيلان الجائع إلى الماديات ، المفتون بنفسه ، غير المدرك أنه داخلٌ الانهيار ، العالم الذي نعرف بنبوءة منفردة أنه سائر نحو التأمرك ، منذورٌ للحيوانية”
“إنه عالم جديد فعلاً, لكنه ليس حلماً من أحلام الحالمين ولا وهماً من أوهام الواهمين ..إنه عالم جديد "ممكن" وهو ممكن بالذات لأنك يمكن أن تبنيه .. أن تساهم في صنعه وتشييده .. وأنت بما تملكه من كتاب أحق من غيرك بالمناداة به .. إنه ممكن .. لو آمنت بنفسك, وبدورك, لو آمنت أن دورك في هذا العالم أبعد ما يكون عن تلك القصة الصغيرة التي زججت بنفسك فيها, بل هو جزء من قصة كبيرة هي محور الخلق كله ..إنه عالم جديد "ممكن" .. لكنه مشروط بقبولك لدورك في الحياة ..”