“يتعارف المتماثلون ويتناكر المتخالفون , هذا المعنى العملي والاجتماعي لنشوء التكوينات البشرية من شعوب وقبائل ,وهذا مايجعلنا ندرك أن نشوء القبيلة هو نشوء طبيعي يقوم على شروط إنسانية مصلحية واجتماعية بما إنها تكوين ظرفي له أسبابة العملية .”
“الدين والأخلاق والإقتصاد والطموح الإنساني كلها اسهمت في تقدم البشرية وتحسين ظروفها , غير أن الغرائز الأولى تظل لتقول لنا إن الحياة من غير عدو ستفقد شرطها الحامي ولأمانها الداخلي وهو ماظللنا نرثه من ماضينا القبائلي والتصارع لذا هو قانون الحياة , وفي هذا المعنى ليس لنا إلا أن نعزز من دور القانون الحامي للحقوق إضافة إلى البحث عن غايات تحقق للإنسان مبتغاه في التنافس والتحصيل , وهذه مسألة ليست سهلة ولن تحل بمجرد الوعظ الأخلاقي”
“مفهوم السلف مفهومًا متحركًا لأن الأفكار لها سلالة نسب مثلها مثل البشر، وكل فكرة لا بد أن أحدًا قد قالها في زمن ما، وهذا نوع من أنواع السلفية بما إنها تاريخ للفكر ولسيرة البشر، وما من فتوى شرعية إلا ولها سلف صالح من نوع ما، والخطأ سيكون فينا لو تصورنا أن السلف الصالح هي مقولة واحدة تعني فئة واحدة ولها قول واحد”
“الثقاقة حولت ماهو معاشي وضروري وقسري الى معنى ثقافي تمنحه رفعة ومجداً وتؤسس عليه سلطة كلية , وكذلك الحال في القصص التى تحدث واقعيا ثم تتحول إلى معنى ثقافي وتكتسب رمزية مفترضة تعطي تفضيلاً لم يكن في الأصل , ومع نشوء القوة والهيمنة في مرحلة من المراحل يجري إكساب الذات المنتصرة قيماً إضافية تلازم سمات القوة والمجد”
“أي تكوين بشري عرفي/ تعارفي ,يختزن منظومةرمزية له ويحس بالانتماء إليها , وهذه سمة يشترك فيها كل البشر وليست منظومة العلامات الثقافية من مثل الوشم عند البادية إلى العلم (الراية) ومايتبعها من علامات تمييزية لشعب عن شعب ولتكوين عن تكوين , ليست هذه كلها سوى تجليات لشرط التعارف ,وأنت إذا رأيت وشما أو رأيت راية فإنك ستعرف ماوراء هذه العلامة وستقيم حق التعارف .”
“...يأتي مفهوم الإختلاف في الفقه حسب الثنائيات الفكرية التالية :١- أنا - أنا .. ثنائية الاتباع والتقليد.٢- أنا - أنت .. الوسطية.٣- أنا - هو .. اللاوسطية ...في الأولى : ينظر الواحد الى الآخر معتبراً الذات الأخرى صيغة للذات القائلة تتماهى معها وتنساق مع قولها، وهذه حالة سيصف الطرفان كل لصاحبه بأنه من أهل الحق والثبات، ولاتوجد ضمائر نحوية..في الثانية: سيأتي حوار يقوم على متكلم ومخاطب حيث يعي كل واحد من الطرفين الطرف الآخر وهما معاً وجودان كاملان وسيمضي القول بينهما حسب نظرية الإتصال اللغوي بين مرسل ومرسل إليه ورسالة، وفي الوسط ستكون المرجعية الذهنية التي يصنعها السياق وتتضمن شفرات القول وتقوم على وسيلة اتصال صحيحة عمليا وعقليا. وهنا تتمثل -الوسطية - ..في الثالثة: تكون الـ ( أنا ) مقابل الـ ( هو ) ، حيث يجري تغييب الآخر عمداً وقصداً !! .. وتحويله الى كائن هلامي ، ويجري تشخيص صفاته حسب شروط الذات بما أنها هي الحضور المطلق، وســيـكون القول هنا .. حُكمـاً وليس رأياً !! . في هذه الحالة يصبح الآخر في ضمير الغائب وسينقطع الإتصال قي هذه الحالة بسبب تغييب المرسل إليه وحسم مصيره مع الخطاب ومنعه من الإستقبال التفاعلي.”
“يظل وصف الاستشراق هو ما يصدق على الخطاب الثقافي و الإعلامي الأمريكي و الأوروبي اليوم من حيثُ صورة الإنسان المُسلم كما يصنعها هذا الخطاب و كما تصدقها الجماهير المستقبلة لهذا الخطاب”