“أحياناً أفكر بأن أرى الحياة مختلفةأنظر إليها من جهة أخرىجهة الموت أو الإيمان العميق بالنهايةكلاهما الموت والنهاية يتطلبان قدراً من الزهدكلاهما يتطلبان أصدقاء بمعنى الكلمةيثبتونك عند النقطة التى وصلت إليهافى طريق الحياةمنفلتاً من قيد العلاقاتأو منتظراً فى المستوى الآخر لهالو كان الداخل والخارج مدركين كوحدة واحدةلما عاشت الصوفيةلما تحرك الحبلما تضاعفت حياتنا الشفافة والوحيدةولكن بتأمل هذا الانقسامبصبر وبعناد وبالرغبة فى الكتابةوبيأس أيضا من حضور طرق أخرى للحياة.أهدى إليها هذا الكتابوأقول لها: كنتِ الثقل الذى ثبّت وجودىعند نقطة التأمل واللعبكنتِ الطّرف الذى ردّنى من الموت.”
“لم يكن الموت ما يخفيها , لم يعد الموت يخفيها .. من هى؟.. قطرة فى بحر, و البحر مواج بها و من غيرها. وان ماتت فهى واحدة من الآلاف الذين ماتو.. وان عاشت فهى واحدة من الملايين الذين اغتصبوا حقهم فى الحياة, لا, ليس هو الموت ما يخفيها, و لا العدو الذى يستتر خلف سور المطار, أن عدوها الرئيسى يرقد هنا, فى أعماقها : ضعفها.”
“توقظنى أحلامى وكوابيسى أحياناً، وفى أحيان أخرى توقظنى أفكارى، ويوقظنى أن أهجس بمصيرى ومصائر أحبتى،وكم يرعبنى أن أفكر بمصائر من أحبهم، فى الموت الذى قد يأخذهم، فى المرض الذى قد يلحق بهم، فى الخيبة التى قد تفتت قلوبهم، فى العجز الذى قد يقعدهم، وأعرف ليس بيدى أن أمنع عنى وعنهم ما ينتظرنا، لكن ليس بيدى أن لا أهجس بكل ذلك فلا أنام.”
“الموت هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة. ما أوجعنى هو غياب من أحببت وغياب الرائحة والعطر الذى تعودت عليه خياشيمى. فقدت من يوم رحيلها إحدى حواسى الخمس.”
“كان فى صوته طعم العبادة حين تجىء فى الوقت الذى احتاج إليها بشدة، صوت عميق...رقيق، فيه نغمة اجراس كنيسة مدينتنا...فيه مزيج من جلجلة و سكون أربكنى...فيه نَفَسُه الذى حفزنى...فيه ايامه التى رافقته طويلاً...تاركة بصمة من هلاكها عليه...”
“كان يعذبنى سخطى على نفسى، وكنت آسفا على حياتى التى كانت تمضى بهذه السرعة وعلى هذا النحو غير الممتع، فرحت أفكر فى أنه من الخير لو استطعت أن أنزع من صدرى قلبى الذى أصبح ثقيلا هكذا.”