“لن أذكر عمرى لأحد بعد الآن، خوفا من اتهامى بالجنون فانا بلغت الآن عشرات الآلاف من السنين، إذ عشت عقب الكارثة 36 ساعة بين الامواج حتى مرت كل دقيقة منها بألف سنة او يزيد، ناهيك عن ساعات مرت فوق السفينة المنكوبة قبل ان تغوص الى القاع ،هى الاخرى اضافت لعمرى سنوات طويلة شاخت معها احلامى خاصة وانا انظر الى قسمات الموت احتضننى طوال الوقت استعدادا ليلقى بى الى القاعلم يكن هذا مشهدا فى رواية او مدخلا للمبالغة ، بل هو الواقع الذى يقسم به جمال نجم الدين امين”
“الفساد الذى استشرى فى مجتمعنا حتى تسلل الى كل شئ وكل مكان فمشكلة الفسادالرئيسية هو انه يتحول مع اهماله الى تنين هائل لا يعود باستطاعتك التصدى له او حتى مواجهته تنين يلتهم كل انجازاتك ومنجزاتك بلا رحمة”
“بعد البحث سدى عن بلد تنتمى اليه , ترتد الى الموت , حتى تتمكن فى هذا المنفى الجديد , من الاقامه كمواطن .أيها الموت , اقترب .. كى نبتعد معاً”
“تائهه فى وسط الأرقام لا اعلم ان كانت هى التى هاجمتنى و حوطتنى أم انى تقوقعت داخلها بكامل اراداتى لكنى واثقه نمام الثقه انها مصدر توهانى متى توقفت عن معرفة نفسى؟ و كيف تحولت الى هذا الفراغ حتى لا يبقى فى الا الارقام ؟ الى اين ؟ الى اين ؟؟ ببتعد معرفش او بقترب”
“تلك الشفافة الرقيقة التى تزاملك فى العمل فتحصل على نصيب الاسد من نظراتك طوال النهار حتى تصبح "عنوة" فتاة احلامك، ذلك الضغط الذى يحولها الى اجمل كائن على وجه الارض بعد ان يُخفى بـ"التشبُّع و التعوُّد" كل اختلاف بينكما، انت لن تقاوم جمالها المتنامى يوما بعد يوم، لن تقاوم اختلاسك النظرات لكل تفصيلة فيها خاصة ملمس يدها فى السلام الصباحى، كما لن تقاوم المثالية فى الارتباط بها، كل ذلك يبدو منطقيا حتى تبدأ الحياة الحقيقية …هنا تتسع حدقة عينيك بغتة !من هذه "السيدة" التى تجاورنى على الوسادة ؟انت لن تعرف كيف تزوجتها، كيف حملت فى طفلك، كما لن تعرف كيف تحوّلت تدريجيا الى جزء "متميز" من اثاث البيت !”
“هذا هو سر تأخر مجتمعنا .. المجتمع الشرقي كله .. اننا نعتبر الابنة طفلة حتى بعد ان تصل الى العشرين او الثلاثين .. لا نعترف انها بلغت سن الرشد ولا نطمئن عليها الا بعد ان تتزوج.. و كأن الزواج هو شهادة ميلاد البنت.. الشهادة التى تعترف بشخصيتها المستقلة بالنسبة لاهلها، فى حين ان المجتمعات المتقدمة تحمل الابن او الابنةالمسئولية كاملة منذ سن السادسة عشرة.. بل ان من حق الاب ان يمتنع عن الانفاق على اولاده بعد هذه السن.. و لذلك فالشعب هناك اكثر تقدما منا لان الافراد يتحملون مسئولية انفسهم فى سن مبكرة.. و يمارسون الحياة قبل ان نمارسها ..ان كثيرا من عباقرة التاريخ بدأوا حياتهم و هم يبيعون الصحف فى الشوارع و هم اطفال.. و من ثمن بيع الصحف يشترون العلم و يدخلون المدارس”