“يقول أبي: إن الدنيا سجن المؤمن. عمو بندر من أهل الجنة. و لكن هذا الكلام لا يدخل مخ محمد الميكانيكي أصلاً.- من كثرة ما سمعنا من وعود ، طلع حتى بذر وعْدنا. كلما ازداد بؤسنا ؛ زاد تحويلهم إيانا على الحياة الأخرى.يبارك الحاج الشيخ علي بيتنا ، و يبارك شغل أبي و مكسبه فليس في مقدورنا الآن أن ندعوه و ندعو صهره و أولاده و أخوته و أولاد أخوته. كان وقت عيد لنا فكنا نأكل حقاً.- يا حاج شيخ علي ، الشك بين الرابعة و الخامسة ، علام يحتسبوه ؟نفرش لهم غرفة أبي ، و نقترض من كل الجيران وسائد فتصير غرفة أبي نورانية ، و أقبل يد الحاج الشيخ علي - مثل إلية خروف ، مثل يد بلّور خانم ناعمة و بيضاء. يتكلم الحاج الشيخ علي عن ثواب ختم الصلوات ثم عن الخُمس و بعده عن سهم الإمام"*".محمد الميكانيكي مستقرّه نار جهنم.- أفهذا عمل - أن أتحمل المشقة و أعطيه لحفنة من منتفخي البطون ؟إلى أن يهيئ خواج توفيق ملء وافور آخر يتكلم من أنفه.- منذ القديم و الأزل كان العلماء بركة الأرض ، و على كل من أراد ملاحاتهم يتورط.يغص محمد الميكانيكي بالضحك.ينهض أمان آقا ، و يطبخ خواج توفيق الأفيون على الطاس ثم ينفخ في الوافور.في بعض الأوقات يُفسد كلام محمد الميكانيكي هذا و ضحكاته ذوق الإنسان على نحو سيء.ــــــــــــــــــــــــــــــــــ"*" من الضرائب الواجبة عند الشيعة الإمامية ، يفضل إعطاؤها إلى رجل دين سيد (من نسل علي بن أبي طالب) ؛ لأنها من حقه باعتباره وريثاً للنبي ، يتصرف بها كما يشاء. و قد جرت العادة أن ينفق نصفها على المبرات العامة ، و نصفها الثاني يوزع على الساد الآخرين.”

احمد محمود

Explore This Quote Further

Quote by احمد محمود: “يقول أبي: إن الدنيا سجن المؤمن. عمو بندر من أهل … - Image 1

Similar quotes

“يسهل علي كل صاحب دعوي أن يتاجر و أن يزايد في أي موضوع إسلامي و لكن يستحيل عليه أن يتاجر في محمد عليه الصلاة و السلام و لا أن يزايد عليه و لا أن يساوم في سنته و محمد عليه الصلاة و السلام و الصفوة من أولي الألباب من صحابته كانوا مثالاً في حب العلم و في استزادة منه و كانوا أهل تفكر لا أهل تعصب د.مصطفي محمود يوجه سهام النقد للمتشددين و المتعصبين الذين لم يأخذوا عن النبي سوي اللحية و الجلباب في كتابه "السؤال الحائر”


“كان موقف الشيخ محمد عبده من فهم الإسلام و الدفاع عنه غير عابئ بصياح الهاجمين عليه من الجهلاء و السطحيين المتمسكين بقشور من كلمات و ألفاظ لا تصل إلي "جوهر" الإسلام .. يتشدقون بها و يغلون فيها و يغالون للظهور ببمظهر الغيورين علي الدين .. و لا يدركون أن أقلامهم التي تهاجم المؤمنين العقلاء إنما هي في الحقيقة معاول تهدم أصول الدين و هم غافلون .. و ها هي ذي السنون قد مضت و ذهبت بأسمائهم .. و بقي اسم الشيخ "محمد عبده" مضيئاً بجوهر الإسلام .. و الزبد يذهب جفاء .. و ما ينفع الناس يبقي في الأرض …في الوقت الضائع - توفيق الحكيم”


“يا من عطفت علي الطين فنفخت فيه من جمالك و كمالكيا من أخرجت النور من الظلمةيا من تكرمت علي العدمأخرجني من كثافتي و حررني من طينتي و خلصني من ظلمتي و قوني علي ضعفي و أعني علي نفسي .. فلا أحد سواك يستطيع أن يفعل هذا .. أنت يا صانعي بيديك”


“ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .و أنت القائل :هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .و أنت القائل على لسان نبيك :( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة .أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .”


“و للصمت المفعم بالشعور حكم أقوي من حكم الكلمات... و له إشعاع و له قدرته الخاصة علي الفعل و التأثير,و المحب الصامت يستطيع أن ينقل لغته و حبه إلي الآخر. إذا كان الآخر علي نفس المستوي من رهافة الحس- و إذا كان هو الآخر قادرا علي السمع بلا أذن و الكلام بلا نطق. و الإنسان معجزة المخلوقات.”


“و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .”