“ومن أبرز هذه المشكلات استمرار الميراث الاستعماري في مجال الإعلام في أغلب دول العالم الثالث. وقد يتمثل ذلكفي عدة جوانب أبرزها استخدام لغة المستعمر في أجهزة الإعلام مثل الدول الإفريقية ذات التعبير الإنجليزي والفرنسي حيث لا تزال الصحف والإذاعات تنشر وتذيع باللغتين الفرنسية والإنجليزية التي لا يجيدها سوى١ % من سكان هذه الدول. ولا يوجد سوى عدد قليل من الدول الإفريقية التي تحاول أن تستخدم اللغات الوطنية في أجهزة الإعلام مثل موريتانيا وأثيوبيا. كما يواصل الميراث الاستعماري استمراره من خلال قوانين الصحافة إذ يلاحظ أن قوانين المطبوعات وجرائم النشر في معظم دول العالم الثالث مأخوذة من القوانين الإنجليزية والفرنسية والأمريكية.كما أن جميع القيود والإجراءات الصحفية التي كانت تمنع الصحف من توجيه النقد للسلطات الحاكمة ظلت سارية المفعول بعد الاستقلال. ويمكن القول إن معظم الحكومات في الدول النامية لم تحاول إزالة أو تعديل الأنظمة الإعلامية التي تركتها السلطات الاستعمارية. كذلك لم تعمل على إدماجها في عمليات التنمية الاجتماعية والثقافية كي تصبح أكثر فاعلية في خدمة الجماهير. وهنا لا يمكن إغفال العلاقة الثقافية الخاصة التي تربط الفئة الحاكمة والنخبة المثقفة في الدول النامية بالدول الاستعمارية حيث تلقى أفرادها تعليمهم في جامعاتهم ومعاهدهم، ولا زالوا يواصلون استخدام وسائل الإعلام لبناء مجدهم الشخصي كما أنهم لا يزالون يمارسون حتى الآن النمط الغربي في التعبير الإعلامي لأنه النمط الوحيد الذي عرفوه ...”
“لو أن الدول المنتجة للخامات تمكنت من عمل تكتلات مثل تكتل دول البترول , لتغيرت موازين القوى في العالم كله , ولأصبحت الدول الفقيرة المنتجة للخامات في وضع قوى جداً , إزاء الدول الصناعية المتقدمة , المستهلكة لمعظم خامات العالم ..”
“لا تتعجل القدر ولا تختط خطة المستقبل ولا تغذ النسيان بأفكارك حين تفكر في البعيد ، فإنك في حاجة إليها ؛ واعلم أن الآلة التي تدير هذا العالم إنما تُدار من فوق حيث لا تصل إليها اليد التي تحاول أن توقفها أو تبطيء من حركتها أو تزيد فيها”
“من المدهش أن من يعترض على عرض وبيع هذه الكتب، يستشهد بفعل الدول الليبرالية، فهذه الدول رغم تمركزها حول الحريات، إلا أنها تتحفظ على بعض الكتب في معارضها ومكتباتها التجارية، والعامة، وتمنعها لأنها تخالف (المنظومة القيمية العامة)، بمعنى أنه لا توجد حريات مطلقة حتى في أكثر الدول ليبرالية، وطالما أن الحريات مقيدة، إذن من حقنا أن نقيد كما نشاء”
“الإعلام الأمريكي , كما يعلم الكثيرون , من أكثر وسائل الإعلام سطحية في العالم الغربي , من ناحية , ومن أكثرها تشويها للحقائق , من ناحية أخرى , على الرغم مما يمتلكه من قوة ضاربة في التأثير والانتشار , وهو من هنا غير معني بالثقافة الجادة , أو برأي المثقفين إلى في حالات نادرة”
“في الدول الديمقراطية، تكون المعارك السياسية بين الحكومة والمعارضة، في الدول غير الديمقراطية أو تلك التي لم تنضج فيها الديمقراطية بعد، تجد أغلب المعارك بين المعارضة ومعارضة المعارضة”