“كنت في الخامسة عشرة من عمري عثرت في الطريق على ورقة من فئة الجنيه منذ أربعين سنة ومنذ ذلك لم أرفع وجهي عن الأرض وأستطيع الآن وأنا على حافة القبر أن أحصي محصول حياتي وأن أسرده كما يفعل أصحاب الثروات هكذا: 2917 زراراً – 44172 دبوساً – 12 سن ريشة – 3 أقلام – 1 منديل – ظهر محنى – حياة بائسة.”
“أن ترى وتسمع كيف يكذبون،ثم يرمونك أنت بالغباء لأانك تطيق هذا الكذب.أن تتحمل الإهانات والإذلال،دون أن تجرؤ على الإعلان صراحة أنك فى صف الشرفاء الأحرار،بل تكذب أنت نفسك،وتبتسم،وكل ذلك من اجل لقمة العيش،من أجل ركن دافىء،من اجل وظيفة حقيرة لا تساوى قرشا..كلا،حياة كهذه لم تعد محتملة.”
“كان يعذبنى سخطى على نفسى، وكنت آسفا على حياتى التى كانت تمضى بهذه السرعة وعلى هذا النحو غير الممتع، فرحت أفكر فى أنه من الخير لو استطعت أن أنزع من صدرى قلبى الذى أصبح ثقيلا هكذا.”
“وعمومًا فالكلمات مهما كانت جميلة وعميقة فإنها لا تؤثر إلا في ذوي النفوس اللامبالية، ولا تستطيع دائمًا أن ترضي السعداء أو التعساء. ويبدو أن أسمى تعبير عن السعادة أو التعاسة هو الصمت؛ فالعشاق يفهمون بعضهم بعضًا عندما يصمتون، أما الخطبة الحارة المشبوبة الملقاة على القبر فلا تؤثر إلا في الغرباء، بينما تبدو لأرملة المتوفى وأولاده باردة تافهة.”
“عندما تهزأ من الأفكار التى تدعى أنك تعرفها،فإنك تبدو اشبه بالجندى الهارب من ميدان القتال،ولكنه كى يغطى على خزيه يسخر من الحرب والشجاعة.وفى إحدى قصص دوستويفسكى يطأ العجوز صورة ابنته الحبيبة بقدمه لأنه مخطىء فى حقها، أما أنت فتسخر بصورة وضيعة مبتذلة من أفكار الخير والحق لأنك لم تعد قادرا على العودة إليها.”
“وهو يعمل من الصباح إلى المساء، ويقرأ كمية هائلة من الكتب، ويذكر جيدا كل ما قرأه، ومن هذه الناحية فهو كنز وليس رجلا. أما فيما عدا ذلك فهو حصان جر،أو كما يقول بتعبير آخر بليد عالم.إن الملامح الأساسية التى تميز حصان الجر عن الموهبة الحقيقية هى أن أفقه ضيق ومحدود جدا بحدود التخصص؛وهو خارج تخصصه ساذج كالطفل.”
“أن أحس كراهية الآخرين لى، وأظهر نفسى أمام شخص يكرهنى فى اباس وأحقر وأعجز صورة،أوه، يا إلهى ما أصعب ذلك!ـ فكر لايفسكى بعد فترة وهو جالس وقد أحس كأنما على جسده بقعة صدأ من وقع كراهية الغير التى عاناها لتوه ـ يا إلهى ياله من شىء فج!”