“طلبتْ مني دار الشروق مشكورة مأجورة أن أكتب نبذة عن نفسي كما جرت العادة، التي يزعم أهل دار الشروق أنها عادة حسنة، وأزعم أنا أنها ليست كذلك.الكذب خيبة، هذا ليس موقفًا مبدئيًّا ضد حق النبذة في الوجود، فالحقيقة ببساطة أنني بعد لأي "لأيت" نفسي عاجزًا بالجملة والقطاعي عن كتابة تلك النبذة المتمنعة، وأنا الذي ما شكوت يومًا بفضل الرب من كتابة نُبَذ الغريب قبل نُبَذ القريب.لذلك وبدلا من إعلان فشلي قررت أن أتمرد على مشيئة دار الشروق فأنبذ فكرة كتابة أي نبذة عن نفسي، ليس غرورًا لا سمح الله ولا ثقة إن شاء الله، بل لسبب بسيط، هو أنك بعون الله لو قرأت قصصي التي تضمها هذه المجموعة ولم تعجبك فلن تجدي أي نبذة في الدنيا في تعويضك عن وقتك الذي ضاع وفلوسك التي راحت، ولن تكون بحاجة إلى مَنْ يقول لك نبذة عن المؤلف، بل إلى من يشد على يدك ويقول لك عَوَضك على الله.أما إذا قرأت قصصي وأعجبتك كما أظن، فأظن عيبًا جدًّا أن تطلب بعد ذلك نبذة عني. وفي الحالتين، حصلتْ لنا البركة.”
“أما إذا قرأت قصصي وأعجبتك كما أظن، فأظن عيب جداً أن تطلب بعد ذلك نبذة عني”
“وطن المسلم الذي يحن إليه ويدافع عنه ليس قطعة أرض، وجنسية المسلم التي يعرف بها ليست جنسية حكم، وعشيرة المسلم التي يأوي إليها ويدفع عنها ليست قرابة دم، وراية المسلم التي يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم، وانتصار المسلم الذي يهفو إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش.........وتتعدد الأمثال على ذلك في القرآن الكريم فشجية الابوة في قصة نوح، ووشيجة البنوة والوطن في قصة ابراهيم، ووشيجة الأهل والعشيرة والوطن جميعا في قصة أصحاب الكهف، ورابطة الزوجية في قصص امرأتي نوح ولوط وامرأة فرعون....إنه النصر تحت راية العقيدة دون سائر الرايات، والجهاد لنصرة دين الله وشريعته لا لأي هدف من الأهداف، والذياد عن "دار الإسلام" بشروطها تلك لا أية دار، والتجرد بعد هذا كله لله، لا لمغنم ولا لسمعة، ولا حمية لأرض أو قوم، أو ذود عن أهل أو ولد، إلا لحمايتهم من الفتنة عن دين الله”
“عمر بن الخطاب: ( لكم عليَّ أن لا اجتني شيئًا من خراجكم، ولا ما أفاء الله عليكم، إلا من وجهه، ولكم عليَّ إذا وقع في يدي أن لا يخرج مني إلا في حقه، ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله، وأسد ثغوركم، ولكم عليَّ أن لا ألقيكم في المهالك، ولا أجمركم - أي: أحبسكم - في ثغوركم، وإذا رغبتم في البعوث، فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم، فاتقوا الله عبادَ الله، وأعينوني على أنفسكم بكفِّها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر (بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله من أمركم.”
“فإن الدنيا لا تكون دار ابتلاء إلا إن فاضت بالمحن والمصائب إلى جانب المنح والرغائب, فإن من الخير والحكمة ألا تتعلق نفس الإنسان بهذه الدنيا التي جعلها الله ممراً إلى مقر, ولو كان كل ما فيها باعثاً على السرور لركنت النفس إليها ولتحولت بحكم واقعها الجذاب والمغري إلى مقر بدلاً من أن تعامل كممر, ولن يعقب هذا الواقع الذي هو في ظاهره خير إلا شراً وبيلاً يتجاوز في سوئه أضعاف الشرور والمصائب التي لون الله بها - لحكمة بالغة - واقع هذه الحياة الدنيا”
“ما الفائدة من أن تكون قادراً على كتابة أي شيء في هذا العالم, ولست قادراً على تغيير أي شيء في هذا العالم .”