“ياصديقي تلزمُنا حياتانحياة نعيشها كما نُريدوحياة تعيشنا كما تُريد,يلزمنا حذاءانحذاء للعيدوحذاء نركُل به مُؤخرة العالم”
“هم يا صديقي يزرعون أشواك العوسج بين أشجارنا يرمون النيترو في مائنا والقنابل الناعمة في صناديق بريدنا يكممون أفواهنا ويقيمون الحد على قلوبنا هم ياصديقي يصادرون أصابعنا للمنافي البعيدة يعلموننا عادات الحقد المجنون ومبادئ الكراهية يقدمون لنا أصباغ الغباء مع الحليب والقهوة الصباحية يريدون أن نكون دُمى ممتلئة بالقش يحركونها كما يشاؤون .. يُحرقون كتب الثورة والحب والفكر و يجلبون لنا كُتب الحروب المعاقة والأقزام السبعة ينزعون قلوبنا النابضة ويستبدلونها بقلوبٍ بلاستيكيه”
“لا تستغرب لو قالت لك أنني ولدت ولم أبكي كما يفعل جميع مواليد الدنيا لاتستغرب لو قالت لك أنني ولدت وأنا أضحك بسخرية وأبصق على هذه الحياة وتوسلت للطبيبة التي سحبتني من المشيمة ببطء وعينيها معلقة على ساعة معصمها وقلبها ينبض شوقًا للمغادرة إلى حبيبها الغائب منذ حرب الخليج الثانية,أتعلم لازلت أتذكر رائحة طلاء أظافرها الأحمر وقميصها الأبيض المنقط بالبنفسج توسلت إليها كثيرًا أن تعيدني لدفء رحم أمي بعيدًا عن أنياب الحياة الغاضبة لكنها تكاسلت كما يتكاسل جميع العرب في أداء أعمائلهم ودفعت أنا ضريبة ذلك لعنتها كثيرًا بالخفاء ومات حبيبها في طريق العودة قبل أن يقبل يديها الملطخة بدماء قدومي الأسود وأنتحرت هي من فاجعة الصدمة في اليوم التالي شنقًا,هي أيضًا تقيم بالبرزخ معكم أخبرها أني لم أنفذ وصية جدتي بأن أكون طبيبة أشبهها وأني أحرقت وصيتها كما تحرق فتاة شرقية رسائل حبيبها الخائن فلا أريد أن أرتكب إثمًا كما أرتكبت هي أكبر الاّثام بولادتي لا أريد أن أسجل أسماء للقادمين لهذه الأرض الملغمة بالتفاهة والبؤس والجوع والحماقات وكل التفاصيل القبيحة”
“كيف لي ياصديقي أن أوقف داء الذاكرة من الجريان في خلايا هذه الجمجمة الحمقاء؟ كيف لي أن أتحول لشجرة صنوبر قاسية صلبة لا تكترث لأيدي الفؤوس الفاشلة بكسرها؟ كيف لي أن أكف عن شراب دموعي وأكل عيني وأمتصاص وجعي عندما أشعر بالجوع والعطش الروحي؟”
“إنني أعود لعاداتي السيئة للرسم على النوافذ والجدران لحشو أذني بالقطن ,للبكاء لأجل نملة مدهوسةوللكتابة لمجنون لا يجيءإنني أعود لعاداتي السيئة..للسهر الطويل ,للقهوة المرةللقصائد الثوريةوللتفكير في نهاية هذا العالم”
“أنا ثوب قديم معلقّ في مجزرة جماعيةأنا نافذة تطلّ على مقبرة كبيرةأنا صنبور حزين وحيد في مغلسة الموتىأنا الخيط الأول في بياض الكفنأنا اللحظة الأخيرة مابين الحياة والموتأنا السم القابع في عمق برجي العقربأنا طلاسم مبهمة في أصابع مشعوذ أسمرأنا صراخ المجانين و نبرة الألم في حنجرة القيصرأنا إبنة ارشيكجال الهة العالم السفلي حيث يقيمون أصدقائي الأموات هناكانا حفيدة الثوار وسلالتي تعود لجنية ونبي يغتسل من مطر اللهو يوزع خليطًا من الثورة والسحر والجنون والحرية المفقودة تذاكر مجانية للعقلاء”
“الكلمات هي ألسنتنا تحدثت كثيرًا بما عجزنا نحنُ عن النطق به فكن على يقين أن كلمة "بخير" هي مجرد قناع نخفي خلفه التشوهات التي أحدثها العالم على ملامحنا, بما أن الليل شاعر مغرور عاد و سرق من جفني النعاس سأخبرك ببعض حقيقة حالي فالصبر بداخلي عجوز مريض فقد الأمل بالشفاء و انتحر من طابقّ سابع لفرطّ الانتظار”