“إن انتصار "النزعة الفردية" هذا لا يضع مجتمعنا موضع الشك ،بوصفه نظاماً اقتصاديا. وبديهي أن تكون متماشية مع الرأسمالية.لابل ربما تكون تعبيرا عنها.ذلك أن النزعة الفردية أو" التشرنق" تولد مستهلكين من أحسن طراز.،مادام رخاء العيش مطلوبا فإن ولادة المستهلكين الجيدين تستلزم منتجين من ذوي الكفاية على الأقل.لذلك نقول إن مجتمعنا ليس مهدداً بماهو نظام اقتصادي، من هذا الجانب فهو قادر على البقاء لبعض الوقت على الأقل. لكن من شأنه أن يخفق في اكتساب معنى،كمايقال اليوم ،قد يسع مجتمعنا البقاء،لكن من شأن حضارتنا أن تزول .ولنذكر للمناسبة بأنه لم يشهد يوماً قيام مجتمع من دون حضارة.كما نادراً ماشهد مجتمع أفلح في البقاء طويلاً بعد أفول الحضارة التي كانت له.”
“إن الانفعالات في مجتمعنا لا يحدث لها تشجيع بصفة عامة. وبينما ليس هناك شك في أن أي تفكير خلاق -وكذلك أي نشاط خلاق آخر- مرتبط لا محالة بالانفعال، فقد أصبح من المثاليات أن نفكر وأن نعيش بالانفعالات. أن تكون "منفعلًا" قد أصبح مرادفًا لأن تكون لست متزنًا أو لست على ما يرام. والفرد بتقبله هذا المعيار قد أصبح ضعيفا إلى حد كبير.لقد افتقر تفكيره وتسطح. ومن جهة أخرى، لما لم يكن في الامكان قتل الانفعالات تمامًا، فإنه لا بد من أن يكون لها وجودها بعيدًا عن الجانب العقلي من الشخصية، والنتيجة هي العاطفة الرخيصة وغير المخلصة التي تغذي بها السينما والأغنيات الشعبية ملايين من الزبائن المحرومين من العواطف.”
“وأرجو من القارئ أن لا ينخدع بما يتحذلق به المتحذلقون من أنهم يحبون الحقيقة ويريدون الوصول إليها بأي ثمن. إن هذا هراء ما بعده هراء. إن الإنسان حيوان وابن حيوان وذو نسب في الحيوانات عريق. فهو يود من صميم قلبه أن يكون غالباً ويكره أن يكون مغلوباً على أي حال. إن الغلبة هي رمز البقاء في معركة الحياة. ومن النادر أن نجد إنساناً يلذ له أن يصل إلى الحقيقة وهو مغلوب أو مهان أو خاسر.”
“إن الايمان, في نمط التملك, ليس إلا عكازة يتوكأ عليها من ينشد اليقين, من يريد أن يعرف للحياة معنى, ولكن دون أن تكون لديه الجرأة على البحث بنفسه.”
“أن لا تكون حجر شطرنج ، فهذا أمر ليس بيدك يا صديقي.. لكن حاول أن لا يساعد تحريكك على انتصار من لا يستحق”
“العقل الذي لا يتصور أن الحياة البشرية قادرة على صنع الحضارات، بلا استناد إلى طريقة العيش الغربية واعتناق مبادئ الحضارة الغربية عقل قد أسقط من حسابه أن الحضارات، قامت وبادت, من قبل أن تكون الحضارة الغربية وأصولها جميعا على ظهر الأرض, وأن هذه الحضارات إذا بادت واستؤصلت، فالإنسان أيا كان بعد ذلك, قادر على أن يبني حضارة جديدة تناقض هذه الحضارة الغربية في طريقة العيش، وفي المبادئ التي يدعيها”