“في العيد كنا نلبس الملابس الجديدة، ونسقط الحدود مؤقتاً من المجتمع كله، وكان الصراع الطبقي يخف إلى حد كبير، إذ كان يعم جو من المساواة الجميلة، فكانت عبارة(كل سنة وأنت طيب) هي العبارة التي يجدد الناس من خلالها علاقتهم بمفهوم الإنسانية المشتركة وبالعناصر الكونية في وجودهم”
“كان الفرح في دمنهور مناسبة اجتماعية، فإن كان الفرح من أفراح الأثرياء فهذه كانت مناسبة يفرح فيها الجميع، إذ كانت الولائم تقام للجميع ليأكلوا ويشبعوا، فيما يشبه موائد الرحمن، وتوزع علب الحلوى على الجميع. على عكس أفراح هذا الزمان التي تتطلب استيراد الطعام من الخارج ليهنأ به الضيوف في الداخل، ومن هنا يتطلب الأمر استدعاء قوات الأمن المركزي، لتفريق المتظاهرين الفقراء في الخارج! فالفرح أصبح هو اللحظة غير الإنسانية التي يتم فيها استعراض الثروة والتباهي بها وتزداد فيها حدة الصراع الطبقي، بعد أن كان اللحظة الإنسانية التي يتم فيها إسقاط الحدود الاجتماعية مؤقتا، ويتم تقليل حدة الصراع الطبقي ليعبر الجميع عن إنسانيتهم المشتركة.”
“الفرح أصبح هو اللحظة غير الإنسانية التي يتم فيها استعراض الثروة والتباهي بها وتزداد فيها حدة الصراع الطبقي، بعد أن كان اللحظة الإنسانية التي يتم فيها إسقاط الحدود الاجتماعية مؤقتا ، ويتم تقليل حدة الصراع الطبقي ليعبر الجميع عن انسانيتهم المشتركة”
“وفكرة أن كل الناس أقليات، تعنى أنه لا يوجد أغلبية، أي لا يوجد معيارية إنسانية ولا ثوابت، ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية متساوية وتسود الفوضى المعرفية والأخلاقية. وإذا كان لكل أقلية حقوق (مطلقة)، فإن هذا يؤدى في واقع الأمر إلى أن فكرة المجتمع الذي يستند إلى عقد اجتماعى وإلى إيمان بإنسانيتنا المشتركة تصبح مستحيلة، إذ أن الحقوق المطلقة التى لاتستند إلى أي إطار مشترك لايمكنها التعايش.”
“حينما يتم محو الأمية وتحديث المجتمع: ما مقدار الثقافة والأشكال الحضارية التقليدية التي ستختفي؟ هل تكون الخسارة الفادحة لا تعوض، أو أن الثمن سيكون معقولا؟ يرى البعض أن الثمن في الواقع سيكون فادحا لأن المواد التي سيقرؤها من تعلموا القراءة والكتابة لن تكون بالضرورة الأعمال الكاملة لإسخيلوس أو الفارابي أو كونفوشيوس. فعدد مجلات الحوادث والجرائم وأخبار النجوم اللامعة لا يحصى، ومعدل توزيعها يفوق معدل أي جريدة محترمة أو شبه محترمة. هل ثمة طريقة يمكن من خلالها محو الأمية بطريقة لا تؤدي بالضرورة إلى حرمان الجماهير من قدر كبير من الثقافة التقليدية الشفوية التي تتناقلها وتتعلمها دون جهد كبير، لأنه جزء من خطابها الحضاري وحياتها اليومية؟”
“إيقاع الحياة السريع أمر يحدد سلوك كثير من الأفراد، إذ إنه في غياب متسع من الوقت يدوس الناس بعضهم بعضا”
“حينما كان أحدهم يعطيني هدية ملفوفة كنت آخذها كما هي فأشكر صاحبها ولا أفض غلافها. وحينما نبهني أحدهم، في الولايات المتحدة، إلى ضرورة فض غلاف الهدية وإظهار الأعجاب بها، أدركت أننا في مصر لا نفعل ذلك أبدا، ففض غلاف الهدية وعرضها يعني تحولها من قيمة إنسانية (كيف) إلى ثمن محدد (كم)، ومن هنا إخراجها من عالم التراحم إلى عالم التعاقد والتبادل. وقد امتد بي العمر لأرى ملامح "التقدم" في السبعينات، إذ إننا نفض غلاف الهدايا الآن ونعرضها على الملأ، "واللي ما يشتري يتفرج!"_”