“أتظن يا ولدي أن أحدنا قد أحب حقا ، أم أنها كانت الأنانية مطلقة السراح و المصالح تلبس ثياب العواطفلقد أفلسنا جميعا .. و لم تبق منا إلا أوهام تصورنها في زمانها إنها حقائق ، فاستعبدتنا و أضلتنا و هي قبض الريح”
“إنها المرارة تسري في عروقي كسم زعاف .. لا أدري إن كانت مرارة الندم .. أم أنه طعم الخيبة يلوثها .. أم هي مباديء أزمة نقمة حادة علي العالم كله أمر بها .. أم هي ثورة أسطورة مزقت أجنحتها خيوط عنكبوت الحيرة و الألم المبرح ..شعور بالرفض لكل الأشياء و كل الشخوص يمزق كياني و يعصف بكل قناعاتي و مبادئي "-قالتها و هي تنظر إلي البعيد بنظرة تائهة معذبة فأدركت أنها تنتوي شيئا في نفسها لا أدري كنهه و لكنه ليس سارا أبدا.”
“و صاحب الدعوة لا يمكن أن يستمد السلطان إلا من الله. و لا يمكن أن يهاب إلا بسلطان الله. لا يمكن أن يستظل بحاكم أو ذي جاه فينصره و يمنعه ما لم يكن اتجاهه قبل ذلك إلى الله. و الدعوة قد تغزو قلوب ذوي السلطان و الجاه، فيصبحون لها جنداً و خدماً فيفلحون، و لكنها هي لا تفلح إن كانت من جند السلطان و خدمه، فهي من أمر الله، و هي أعلى من ذوي السلطان و الجاه. ”
“و الحق أن الرجولاتِ الضخمة لا تُعْرَفُ إلا في ميدان الجرأة.و أن المجد و النجاح و الإنتاج تظل أحلاما لذيذة في نفوس أصحابها, و لا تتحول إلى حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم, ووصلوها في الدنيا من حس و حركة.و كما أن التردد خدش في الرجولة, فهو تهمة للإيمان, و قد كره النبي صلى الله عليه و سلم أن يرجع عن القتال بعدما الرتأت كثرة الصحابة المصير إليه.”
“كان فرق السن بينى و بينها يزيد على خمسة عشر سنة . أتظن أني شعرت بذلك أو أنها شعرت به ؟ الحب يا ولدي إلتقاء روحينو الأرواح لا عمر لها”
“هل يمكن يا حبيبتي أن يقتلني هؤلاء العرب إذا عرفوا في يوم من الأيام أنني لا أحب إلا الشعر و الموسيقى ، و لا أتأمل إلا القمر و الغيوم الهاربة في كل اتجاه .أو أنني كلما استمعت إلى السيمفونية التاسعة لبتهوفن أخرج حافيا إلى الطرقات و أعانق المارة و دموع الفرح تفيض من عيني.أو أنني كلما قرأت " المركب السكران" لرامبو ، اندفع لألقي بكل ما على مائدتي من طعام ، و ما في خزانتي من ثياب ، و ما في جيوبي من نقود و أوراق ثبوتية من النافذة .نعم فكل شيء ممكن و محتمل و متوقع من المحيط إلى الخليج”