“لم أبتسم وأنا أتذكّر كلمات ستّي المعهودة: شو يقولوا الناس، لأنّ الواقع هو الواقع. نحن لم نتغيّر عن أيام ستّي ولا شعرة، بل تراجعنا عدّة خطوات. البلد مليئة بالجلابيب والبراقع، وأصوات المآذن تتحفنا في كل صباح وكل مساء بهتافات مدويّة مسعورة عن الكاسيات العاريات الفاجرات العاهرات حتى بتنا نخاف من المشي في الشارع خوفاّ من لعنة أو رشقة حجر أو ماء نار. نمشي بالكُمّ والمستّر ونقف أمام المرآة قبل الخروج لنتأكد من المظهر حتى لا نغضب الشارع وشيخ الجامع. صرنا نخاف من الجامع ومن الشارع ونظرات الناس. صرنا نخاف. صرنا نسمع عن ذبح نساء اتُهمن جزافاً بسوء الخلق والتجسّس. سوء الخلق يعني لباساً مفتوحاً وتبرّجاً، أو قصة غرام وفضيحة، لأن الغرام يعني فضيحة ويعني تجسّساً. هذا ما وصلنا إليه في هذا السجن، هكذا صرنا! سحر خليفة، حبي الأول”

سحر خليفة

سحر خليفة - “لم أبتسم وأنا أتذكّر كلمات ستّي المعهودة...” 1

Similar quotes

“إن كثيرا من المشايخ أو العلماء يعيشون في الكتب ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة كما قرؤوا كتب الأقدمين. ولهذا تأتي فتواهم وكأنها خارجة من المقابر!”

يوسف القرضاوي
Read more

“فحتى لو رأيت المشيعين والموقعين بأم عيني يمسحون حبر التواقيع عن بصماتهم بالجدران وثياب المارة. ولو انتشرت سياط التعذيب على حدود الوطن العربي كحبال الغسيل. وعلقت المعتقلات في زوايا الشوارع والمنعطفات كصناديق البريد. وسالت دمائي ودموعي من مجارير الأمم المتحدة.فلن أنسى ذرة من تراب فلسطين، أو حرفاً من حروفها، لا لأسباب نضالية ووطنية وتاريخية بل لأسباب لاتزال سراً من أسرار هذا الكون كإخفاقات الحب الأول! كبكاء الاطفال الرضع عند الغروب.لقد رتبت حياتي وكتبي وسريري وحقائبي منذ أيام الطفولة حتى الآن، على هذا الأساس. فكيف أتخلى عن كل شيء مقابل لا شيء. ثم إنني لم أغفر ضربة سوط من أجل الكونغو .. فكيف من أجل فلسطين؟ولذلك سأدافع عن حقدي وغضبي ودموعي بالأسنان والمخالب.سأجوع عن كل فقير، وسأسجن عن كل ثائر، وأتوسل عن كل مظلوم، وأهرب إلى الجبال عن كل مطارد، وأنام في الشوارع عن كل غريب . . لأن إسرائيل لا تخاف ضحكاتنا بل دموعنا. وقد يكون هذا زمن التشييع والتطبيع والتركيع، زمن الأرقام لا الاوهام والأحلام ولكنه ليس زماني. سأمحو ركبتي بالممحاة، سآكلهما حتى لا أجثو لعصر أو تيار أو مرحلة. ثم أنا الذي لم أركع وأنا في الابتدائية أمام جدار من أجل جدول الضرب وأنا على خطأ. فهل أركع أمام العالم أجمع بعد هذه السنين وأنا على حق؟”

محمد الماغوط
Read more

“لم أتعوّد..أن أُفصِح عن مشاعري لأحد..أو أبوح بها لأي مخلوق..كائناً من كان!.حتى لأقرب الناس لي!لأنني أشعر أنها ملكي..خاصة بي وحدي..لم أكن أشعر..أن هناك من يستحقها..أو حتى له الحق..في أن يقترب منها..من قريب أو بعيد!”

د. فهد حمد المغلوث
Read more

“رابعة تلك الملاحظات أن الإيرانيين لم يكونوا على استيعاب كاف لتطورات الوضع العربي ، التي هي في مجملها أقرب إلى السلب منه إلى الإيجاب ، ذلك أنه حتى قرب نهاية الستينات كانت للجماهير العربية قيادة متمثلة في جمال عبد الناصر . و كانت قيم النضال ضد الاستعمار و الثورة لاستخلاص الحقوق مما تبناه الشارع العربي و وقف وراءه . كان للجماهير العربية حضور ، فضلا عن أنه كانت ثمة قيادة تعبر عن ضمير تلك الجماهير و طموحتها . ابتداء من السبعينات تغيرت تلك الصورة ، غاب الرمز و غاب دور الشارع . و ظهرت خريطة من القيم السلبية الجديدة في الواقع العربي ، تتبنى الإنحياز إلى المعسكر الغبي من ناحية ، و ترفع شعارات الإقليمية و التجزئة من ناحية أخرى . و بدأت في العالم العربي مرحلة "الأنظمة" التي تعاظم دورها على حساب دور الشارع و الجماهير . هذه الظروف في مجموعها كان لها تأثيرها الضروري على القيادة الفلسطنينة . كان لابد لتلك القيادة أن تتعامل مع الواقع العربي بمتغيراته السلبية ، إذ لم تكن في موقف يسمح لها لا بتحدي هذا الواقع و لا بتغييره . و هذا ما لم تدركه القيادة الإيرانية ، و حاسبت الفلسطينيين من منطلق خاطيء تماما ، منفصل عن تلك المتغيرات في الواقع العربي .”

فهمي هويدي
Read more

“بقي التذكير بالحذر من تلك المقولات (أو الأحلام) الخادعة تلك التي تقول "إن الشارع الخليجي غير" لأن الشارع الخليجي فعلاً ليس "غير" بل هو جزء أصيل من حراك الشارع العربي الكبير ، ولهذا فليس من المفيد تجاهل آمال وطموحات وإحباطات الشارع الخليجي , بل المطلوب الآن إقناع الشارع الخليجي بأن مشاريع الإصلاح الجادة قد بدأت فعلاً على الأرض وهي حق وطني لا مكرمة أو منحة”

سليمان الهتلان
Read more