“قبل ان يرشف الرشفة الاخيرة من كوبه سرحت عيناه طويلا باتجاه البحر وهو ممسك بالكوب قريبا من يده. لمعت عيناه وهو يلتفت نحوي وقال كمن توصل الي قرار حاسم: بس انا رأيي الواحد يجرب كل حاجة.. حتي في الاخر يجرب الانتحار بقي عشان الحكاية تخلص. انقبض قلبي او لعله تحطم اولعلي بكيت أو أوشكت ان ابكي.. بينما رشف هو آخر مابكوبه من شاي.. وأنزله بقوة علي الترابيزة.. ثم انه لم ينطق بحرف ولم يلتفت نحوي.. كأنه لم يراني أصلا.. وكأنه لم يكن قد أمضي الدقائق الماضية التي لااعلم عددها يحدثني ضاحكا وشاكيا.. وكأني كنت جزءا من طقوس طعامه وشربه الشاي فلما انتهي انتهيت وانتهت حاجته الي. أمعنت النظر اليه لعله يلتفت فلم يفعل.. هممت بأن احدثه فاختنق صوتي بحشرجة مرة.. أخذ يفرك يديه محدقا في المجهول.. لم تجذب انتباهه نحنحاتي المتتالية ولامدي يدي نحو كوب الماء المستقر الي جوار كوبه الممتلئ ببقايا الشاي”
“ان الماء لا يحتاج الي تدبير و اتقان لينحدر من أعلي الي أسفل.ذلك هو أيسر الطرق أمامه و أقربها اليه,ولكنه محتاج الي التدبير و الاتقان ليصعد من أسفل الي أعلي.فالظلم كانحدار الماء قريب,و الرحمة كارتفاع الماء,صعب, و لكنه أدل علي الاقتدار.”
“اني اريد اريد ان احب ولقد زين لي الحب ان احب فابيت من جهلي ان اصغي اليه فقبض من فوره علي قوس من ذهبودعاني الي القتال فلبست له الحديدوامسكت بالرمح والدرعونهضت كاني اشيلانازل الحب فسدد الي سهاماحدت عنها فطاشت ونفذت سهامهفتقدم الي يتقد غضباوهجم علي فاخترق جسميونفذ الي قلبي فانهزمت يالها من حماقة ان اتقي بدروعاي سلاح خارجي ينتصر علي الحب اذا كانت المعركه قائمة داخل نفسي الشاعر الاغريقي انا كريون”
“إن قطرة الماء إذا لم تكن جزءا من النهر أو لم تكن ذائبة في البحر، فإنها تصبح كقطرة الندى تبقى ما بقي الليل فقط، وتتلاشى مع أنفاس الصباح الأولى..”
“لم اكن كالاخرينما كنت اري مثلما يرون لم استطع ان اجلب آلامي من نبع معروفوماكنت انهل احزاني من نفس الينبوعماكان بمقدوري ان ابعث في قلبي البهجه بنفس النغمهو كل ما احببت كنت فيه منفرداً”
“صرفت اياما اياما محاولا ان اجد زوجا لحبيبتي ، اردته طويل القامة ، بمثل قامتي علي الاقل في بداية اعتقالي ، ورأيته اشقر ، متختلفا عني ، ولم لا : اوروبيا حتي ، مثقفا ، مدرس ادب أو فنانا . كنت اود ان اتدبر لها حياة مشرقة ، رجلا يمنحها كل ما لم يُتجح لي ان امنحه لها ، رجلا يصاحبها في اسفاره الي اليونان ، الي ايطاليا ، الي الاندلس يصحبها لزيارة الـ ( برادو ) في مدريد والـ (لوفر ) في باريس ، يهديها الكتب وينصرفان معا الي قراءتها معا في السرير ، رجلا تكتشف بصحبنه المسرح والموسيقي الكلاسيكية ، ويجعل منها امرأه مغربية مختلفة عن الاخريات ، يجعلها تحلم وتنسي قصتنا ..”