“.. وكان الكتاب هنا قريبا جدا مني. صامتا. شيئا رقيقا غريبا.. فبين ورقتين من الكرتون كانت محبوسة أصوات صاخبة وأبواب وصيحات وخيول وناس. قريب جدا بعضها من بعض. ملتصق بعضها ببعض. مفككة في رموز سوداء. شعور و عيون وسيقان و أيد وأظافر ولحى وجدران ودم وقرعات على الأبواب وضجيج سنابك خيل وصيحات وأصوات. وديعة كلها. مطيعة طاعة عمياء للرموز الصغيرة السوداء. الحروف تركض بسرعة تجلب الدوار، من هنا تارة ومن هناك طورا. الألفات تركض و الفاءات تركض والجيمات و الياءات و القافات. وتجتمع لتشكل حصانا أو حبّات البرد. ثم تعود الى الركض.عليها خلق خنجر والليل وجريمة قتل، ثم الطريق و الأبواب المصطفقة والصمت.”
“عبثاذلك الذي نراه في الأفلام و المسلسلات عن خرافة الكلمة الاخيرة عندما نرى ذلك الذي يجمع اهله أو زوجته أو أولاده أو محبوبته ثم يقول كلمة و بعدها يموت”
“من العسير جدا أن يخلص المؤرخ و مؤرخ الأدب بنوع خاص من عواطفه و شهواته و من ميوله و أهوائه و من ذوقه في الأدب و الفن حين يدرس الشعراء و الكتاب أو يوازن بينهم أو يحكم عليهم”
“قصة قديمة رواها أحد الأدباء عن مجموعة من " القنافذ " أشتد بها البرد ذات ليلة من ليالي الشتاء فاقتربت من بعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها .”
“ليس سلفياً من يجهل دعائم الإصلاح الخلقى و الإجتماعي و السياسي كماء جاء بها الإسلام, و أعلى رايتها السلف,ئؤرء ثم يجري هنا و هناك مذكياً الخلاف في قضايا تجاوزها العصر الحاضر, و رأي الخوض فيها مضيعة للوقت”
“إنه لا مفرّ من وضع خط فاصل بين اتخاذ اللغة مجرد أداة لاكتساب الثقافة و المعرفة و بين اتخاذها وسيلةً - لا وسيلة غيرُها - للخلق و الإبداع. إن اللغة هنا و هناك وسيلة، لكنها في الحال الأولى رموز و اصطلاحات قاموسية لا حرارة فيها و لا إبداع، بينما هي في الحال الثانية تتخطى الرموز و الحروف، و تعلو فوق المصطلحات و ألفاظ المعْجمات، لتنفح الحياة بروح الأدب أو تنفح الأدب بروح الحياة.”
“لي سقف ينتهي جسدي عنده .. و لكني من الداخل بلا سقف و بلا قعر .. و إنما أعماق تؤدي إلى أعماق .. و أفكار و صور و أحاسيس و رغبات لا تنتهي أبداً إلا لتبدأ من جديد كأنها متصلة بينبوع لا نهائي .. و هي أعماق في تغير دائم و تبدل دائم .. بعضها يطفو على السطح فيكون شخصيتي و بعضها .. ينتظر دوره في الظلام”