“تحت "رنين السيوف" وأنباء الدماء , ثمة من يجلس في منزله ويتحرك في مجتمعه كارهاً كل شيء وكل الناس . مقاهي دمشق ومكاتب حماة ومطاعم حلب والسويداء تحتضنه وحيداً بين الجموع . هو "المختلف" بينهم دائماً . مواطن سوري يلفظه محيطه . يجد في الاثنين تطرّفاً يمزقه بين الضدين إلى "قلق" دائم .القتل على الشارعين يدق نواقيس "حرب أهلية " في هواجسه , والنظام أمامه يستمر في "التذاكي" , و"التمسك بدور الضحية " . يتابع الإعلام من دون ثقة بأحد . لا يثق بالبحر ولا بالقبطان , ولا بالسفينة ..”
“كل من لا يلتبس عليه الوضع في سوريا يصبح مطعوناً بمصداقيته , وكل من يملك رأياً واضحاً مسبقاً هو غير الواضح , وكل من يبرّر لظالم هو جاهل وكل من يتعطش للفوضى هو مغامر , وكل من لا يصرخ بصوت أعلى من صوت السلفية ليس بثائر حقيقي .. لأنّ الحرية والثورة لن تكونا على يد سلفيّة ولا عشائرية ولا رجعية ستعيدنا مئات السنين إلى الوراء . من لم يحرّر نفسه لا يستطع أن يحرّر وطنه . سوريا في أمس الحاجة للمعارضة الواعية اليوم .”
“ألم المعارضة الوطنية الأكبر هو أنها لم تُترك لتعمل على تحسين دولتها لمدة خمسين عاماً , فوصلت إلى يوم أصبح فيه المعارض الذي يصرخ في الشارع هو الجهادي المذهبي ومن لا يملك أفقاً سياسياً .”
“الأديب دائماً في تعب وكرب، ولا يقتصر هذا على ما يحدث أثناء قيامه بالكتابة أو لأنه يكتب، إن التعب والكرب يلازمان الكاتب في كل شأن من شؤون الحياة، في الزواج، والمعاملات الخارجية، والمال، وكل شيء”
“لماذا يسير الأبناء في بلادنا دائماً في ركاب آبائهم سواء في السياسة أو البيزنس أو حتى في الذهاب إلى صلاة الجمعة ، لماذا نسحق دائماً تفرد أبنائنا و تميزهم و نفرح باتفاقهم معنا أكثر من اختلافهم معنا ، لماذا نخلط دائماً بين بر الابن بأبيه و بين تحوله إلى نسخة باهتة من أبيه !!”
“كم من حامل فكرة لا يطبق منها حرفاً ولا يحمله على حملها سوى أنها سبب في شهرته بين الناس ، فاللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن”
“مهما يكن من الصلة بين ضعف الإنسان واعتقاده فهو لا يزداد اعتقاداً كلما ازداد ضعفاً ولا يضعف على حسب نصيبه من الاعتقاد، وما زال ضعفاء النفوس ضعفاء العقيدة وذوو القوة في الخلق ذوي قوة في العقيدة كذلك.فليس معدن الإيمان من معدن الضعف في الإنسان، وليس الإنسان المعتقد هو الإنسان الواهي الهزيل، ولا إمام الناس في الاعتقاد إمامهم في الوهن والهزال.”