“تحت "رنين السيوف" وأنباء الدماء , ثمة من يجلس في منزله ويتحرك في مجتمعه كارهاً كل شيء وكل الناس . مقاهي دمشق ومكاتب حماة ومطاعم حلب والسويداء تحتضنه وحيداً بين الجموع . هو "المختلف" بينهم دائماً . مواطن سوري يلفظه محيطه . يجد في الاثنين تطرّفاً يمزقه بين الضدين إلى "قلق" دائم .القتل على الشارعين يدق نواقيس "حرب أهلية " في هواجسه , والنظام أمامه يستمر في "التذاكي" , و"التمسك بدور الضحية " . يتابع الإعلام من دون ثقة بأحد . لا يثق بالبحر ولا بالقبطان , ولا بالسفينة ..”
“الأديب دائماً في تعب وكرب، ولا يقتصر هذا على ما يحدث أثناء قيامه بالكتابة أو لأنه يكتب، إن التعب والكرب يلازمان الكاتب في كل شأن من شؤون الحياة، في الزواج، والمعاملات الخارجية، والمال، وكل شيء”
“لماذا يسير الأبناء في بلادنا دائماً في ركاب آبائهم سواء في السياسة أو البيزنس أو حتى في الذهاب إلى صلاة الجمعة ، لماذا نسحق دائماً تفرد أبنائنا و تميزهم و نفرح باتفاقهم معنا أكثر من اختلافهم معنا ، لماذا نخلط دائماً بين بر الابن بأبيه و بين تحوله إلى نسخة باهتة من أبيه !!”
“كم من حامل فكرة لا يطبق منها حرفاً ولا يحمله على حملها سوى أنها سبب في شهرته بين الناس ، فاللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن”
“مهما يكن من الصلة بين ضعف الإنسان واعتقاده فهو لا يزداد اعتقاداً كلما ازداد ضعفاً ولا يضعف على حسب نصيبه من الاعتقاد، وما زال ضعفاء النفوس ضعفاء العقيدة وذوو القوة في الخلق ذوي قوة في العقيدة كذلك.فليس معدن الإيمان من معدن الضعف في الإنسان، وليس الإنسان المعتقد هو الإنسان الواهي الهزيل، ولا إمام الناس في الاعتقاد إمامهم في الوهن والهزال.”
“لكن هناك عاطفة أهم من الضجر فيها يتجلى العدم أبرز ما يتجلى.وهي القلق. والقلق ليس هو الخوف، لأن الخوف هو دائماً خوف من شيء معين، أما القلق فيتعلق بالأشياء كلها في مجموعها.وليس القلق هو الذي يوجد العدم، إن صح هذا التعبير، بل هو فقط الذي ينبه الإنسان إلى وجوده.ولهذا لابد للإنسان أن يعيش في القلق ليتنبه إلى حقيقة الوجود.ذلك أن الإنسان بطبعه يميل إلى الفرار من وجه العدم الماثل في صميم الوجود وذلك بالسقوط بين الناس وفي الحياة اليومية الزائفة، ولكي يعود إلى ذاته لابد من قلق كبير يوقظه من سباته.والقلق على نوعين: قلق من شيء، وقلق على شيء.والموجود في العالم يقلق على إمكانياته التي لن يستطيع مهما فعل أن يحقق منها غير جزء ضئيل جداً: أولاً لأن التحقيق يقتضي الإختيار لوجوه والنبذ لسائر الوجوه. وثانياً: لأن ثمة حقيقة كبرى تقف دون استمرار التحقيق ألا وهي: الموت.”