“سلامٌ على سُلَّمٍ خشبيٍّ أثارَ حفيظةَ صَمْتِ الحديدْ وكلُّ وليدٍ بنا ثائرٌ وكلُّ شهيدٍ بنا كالوليدْ سلامٌ على تمتماتِ الرياحِ فليست تُجَنُّ , وليست تَحِيدْ وتقرأُ همسَ المآقي لها فتحملُ من حَرْمِ القُدْسِ ( عيدْ ) سلامٌ عليها وقد أينعتْ كتينٍ شهيٍّ بكفِّ الشريدْ تحنُّ القلوبُ لها مُذْ عرفنا طقوسَ القرابةِ ليستْ جليدْ وإنْ وضعوا بندقيّةَ زيفٍ على كلِّ رأسٍ وفي كلِّ جيدْ وإن صنعوا ألف جُدْرٍ كهذا وإن طوّقونا بطَوْقٍ شديدْ بلادي نحبّكِ وصلاً وبُعداً يحاصرنا في ممرِّ الوريدْ .. !”
“سلامٌ على امرأةٍ ودّعت إبنها للقتالِ وراحتْ تُعِدُّ الأملْ سلامٌ على كرزٍ فاحَ من مئزرِ الشهداءِ وألفُ سلامٍ على الطفلِ حينَ تزوّجُهُ الأرضُ زيتونها , وتُعطيهِ أوسمةً كالبَطَلْ .. !”
“الراجعونَ إلى الغيابِ تفقدوا ثُقباً بجاكيتِ الوريدْ ما أثقلَ الألبومَ حينَ يُصافحُ الذكرى بكفٍّ من حديدْ خَسِرَتْ معابِرُنَا وقد رَبِحَتْ دموعَ الطيبينَ بِكُلِّ عيدْ !”
“أنا كيفَ لا أهواهُ ؟ والحبُّ اشتعالُ الروحِ مذ بدأتْ تخاليقُ النطفْ حتّى النخيلُ يحنُّ لو يدرِ النخيلُ لشدّهُ من ثوبهِ حينَ ارتجَفْ يبكي إليهِ الجذعُ منكسراً وكَمْ في صدريَ المشتاق من جذعٍ نزَفْ ! لو لم يكن في الأرضِ إلا خطوهُ لكفى الجياعَ قليلُ أوراقِ السعفْ ! لو أنّهم يدرونَ ؟ كم من غيمةٍ هرعت إليهِ تظلّهُ حين انعطَفْ كيف استطال سجودهُ , خوفاً عليهِ من الوقوعِ صغيرُ ابنتهِ الأخَفْ ترك الحسينَ وقد تعلّقَ فوقَهُ خشيَ الوقوفَ وقد أظنّوه أزفْ لكنّهُ القلبُ الذي في جوفهِ رجلٌ على كلِّ الخليقةِ قد عطفْ ماذا أقولُ لهُ : حبيبي ؟ بلْ أرقُّ عليَّ حين أضيقُ من مطرٍ ندَفْ ولكَم أتوقُ لرشفةٍ من كفّهِ يروى الفؤادُ إذا براحتهِ ارتشفْ !”
“وضعوهُ في ثلاجةِ الموتى وكانَ كملمسِ النارنجِ دافئْ عامانِ .. لم يعرف من البحر العميقِ سوى مداعبةِ الشواطئْ وبرغم كلِّ ضجيجِ من ناحوا عليهِ تراهُ مبتسماً وهادئْ طوفانُ هذا الحزنِ عاتٍ إنّما لدموعِ والدهِ موانئْ أبكي .. ولو تدرينَ أدري قسوة الفقد الدنيءْ يا نورُ كم أنّت محاجرنا وكم رجفتْ بلا قمرٍ يضيءْ تبقّى تعزّينا القضيةُ كلّما ضاقتْ على القلبِ البريءْ متوجعانِ من الحروبِ ومن نزيفِ الروحِ إشراقٌ يجيءْ .. !”
“شَكَتْ لي أنّها وترٌ حزينٌ وأنَّ كمانها ما عادَ يشدو ! وأنَّ ذبولَها يُعيي المرايا على الخدّينِ مقبرةٌ ووردُ وأنَّ هلالها الولدُ الصغيرُ يشيخُ .. كأنّهُ في العمرِ جَدُّ ! يعزّي الناظرينَ إذا رأوها بقايا حمرةٍ ذابتْ وخَدُّ وقد أعيت كؤوسَ الثلجِ دفئاً فأعياها بعيدَ الدفءِ بردُ .. توجعَ شاطئٌ سارت عليهِ .. وبللَ خطوها الموجوعَ مَدُّ تجفُّ الروحُ ليسَ الماءُ يحيي سنابلَ قلبها والطينُ صَدُّ أقول لها : أقلّي الحزنَ ليلى تقولُ : لصبرنا في الحبِّ حدُّ .. !!!”
“طريقتنا في الكلامِ غناءْ تأرجحنا في القصيدِ " بكاءْ " على سعةِ الأرضِ في لحظةٍ قد تضيقُ علينا على ضيقِ أوراقنا في الكتابةِ تحنو علينا .. !”