“لم تأتِ. قلتُ: ولن .. إذاًسأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتيوغيابها:أطفات نار شموعها،أشعلت نور الكهرباء،شربت كأس نبيذها وكسرتهُ،أبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعةبالأغاني الفارسية.قلت: لن تأتي. سأنضو ربطةَالعنق الأنيقة [هكذا أرتاح أكثر]أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياًلو شئتُ. أجلس بارتخاء القرفصاءعلى أريكتها، فأنساهاوأنسى كل أشياء الغياب /أعدتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتناإلى أدراجها. وفتحتُ كل نوافذي وستائري.لاسر في جسدي أمام الليل إلاّما انتظرتُ وما خسرتُ...سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها[عطرته برذاذ ماء الورد والليمون]لن تأتي ... سأنقل نبتة الأوركيدمن جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبهاعلى نسيانها...غطيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أرىإشعاع صورتها ... فأندم /قلتُ: أنسى ما اقتبستُ لهامن الغزل القديم، لأنها لا تستحقُّقصيدةً حتى لو مسروقةً...ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السريعة واقفاًوقرأتُ فصلاً من كتاب مدرسيّعن كواكبنا البعيدةوكتبتُ، كي أنسى إساءتها، قصيدةهذي القصيدة!”
“لم تأتِ. قُلْتُ: ولنْ...إذاً سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها: أطفـأتُ نار شموعها، أشعلتُ نور الكهرباء ، شربتُ كأس نبيذها وكسرتُهُ شعر و أدب”
“أبداً لن أنسى ان أحداً لم يشعر بعذاب امرأة اطبقت بأسنانها على خشب النافذة كي لا تنادي أحداً .. لأنها تعرف ان أحداً لن يستجيب ..”
“قالت : وما الذي يبقى من المرأة عندكقلت : لا أنسى عقل امرأة احترمته وعرفت قدره.ولا أنسى وجدان امرأة احتواني في لحظات عمر ثقيل..ولا أنسى امرأة شاركتني حلماً ولو لم يتحققولا أنسى امرأة أعطتني شيئاً ولم تكتبه في أجندة الحسابات لتطالبني به يوماً ..إن المرأة كالرجل تماماً ...موقف.قالت : وماذا تقصد بالمواقف .قلت : لن تتساوى امرأة أسعدت إنسانا مع أخرى حولت حياته إلى مسلسلات من النكد والجحيم .لن تتساوى امرأة لا تفارق الابتسامة وجهها وأخرى لم تضحك في حياتها إلا مرة واحدة حينما وقع زوجها على وثيقة الزواج . لن تتساوى من تمنح الدفء والأمان . ومن تفجر براكين السخط والغضب .”
“إنني أكبر، وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر، لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة،بل غريزة كالجوع تمامًا، ومنذ وقت بعيد أدركت ألاشيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب، دائمًا عندما أدخل أي مكتبة أشعر بأنها مكان آمن كي أحيا فيه طويلاً، أو حتى أنسى، لن أخسر أحدًا أو شيئًا، ولن يخسرني أحد أو شيء، لن أكون مضطرة لتمحيص كل الأفكار التي سأقرؤها قبل أن أسلِّم بها، سأقرؤها على الورق وستبقى على الورق، ولن أشعر بالخيبة إزاء الوعي أو اليقين أو الخوف من الفشل، سيكون كل شيء آمنًا كما ينبغي لنعيمٍ أن يكون! يا إلهي، لعل أسوأ ما في وعيي أن أعي خرابي، أن أعي رغبتي في أن يكون تامًا لا شية فيه! لكنني لا أستطيع، ولا أرغب في أن أكون غير ما أنا عليه، هكذا خلقت، وهذا ما أصلح له: أن أعي العالم وأتعامل معه من خلال كتــاب.”
“إنه الحنين لما تركناه خلفنا ولن نعود إليه . أماكن جميلة تتمنّى لو أنك لم ترها حتّى لا تحزن . لحظات باهرة ، تندم أنك عشتها كي لا تتذكّر . رجال مدهشون ، تودّ لو أنك لم تلتق بهم ، كي لا تبكيهم ما بقي من عمر ، كما لو أنهم رحلوا .”