“"و أنا أتوجه الى أمراء الجماعات الدينية الأكارم , والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعو أنفسهم كي يهتمو بأمرين:اولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريمو آخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة و البعيدة فلن تقوم دراسة اسلامية مكتملة الا بالأمرين معا...”
“إن ركاما من الأحاديث الضعيفة ملأ آفاق الثقافة الإسلامية بالغيوم، وركاما مثله من الأحاديث التي صحت، وسطا التحريف على معناها، أو لابسها كل ذلك جعلها تنبو عن دلالات القرآن القريبة والبعيدة...”
“إن الحكم الديني لا يؤخذ من حيث واحد مفصول عن غيره، وإنما يضم الحديث الى الحديث. ثم تقارن الأحاديث المجموعة بما دل عليه القرآن الكريم، فإن القرآن هو الإطار الذي تعمل الأحاديث في نطاقه لا تعدوه، ومن زعم أن السنة تقضي على الكتاب، أو تنسخ أحكامه فهو مغرور!.”
“وقد بيّن القرآن الكريم أن موالاة المعتدين , وإيثار صداقتهم , والشذوذ عن الرأي ( الجماعة ) في كفاحهم , وتقديم أي لون من ألوان المساعدة لهم , أو التجسس لحسابهم , والعمل لمصلحتهم , أو السعى لمصالحتهم .. بين القرآن أن ذلك كله ارتداد عن الإسلام و مروق من الملة”
“وعجيب أن نقع بين صنفين متناقضين: صنف يفسر بقواعد اللغة والبلاغة، ولفت النظر إلى بعض الأحكام القريبة الظاهرة ثم يقف.وصنف آخر يهدم القواعد ويتجاهل الحدود ويهجم على القرآن بمعان مبتوتة الصلة به لأنها فى نظره ترقق القلب، وترهف الوجدان، وتنقل الناس إلى الله.”
“على الدعاة المسلمين من سلف وخلف أن يلزموا أسلوب القرآن الكريم فى عرض المعتقدات ٬ وأن يشغلوا أنفسهم بتقديم حلول إسلامية للمشكلات المحدثة والأزمات المادية والأدبية الطارئة.إن ذلك ما فعله السلف الأول فأعانه على فتح المشارق والمغارب.. أما المشتغلون اليوم بإعلان حرب على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة فإنهم قد يحرزون نصرا فى ميدان لا عدو فيه ٬إنه نصر على الأشباح ولا يغنم إلا الوهم!!”
“المسلمون لما استوعروا سبل التربية المهذبة للذكور والإناث - بسبب انحرافهم عن القرآن - لجأوا إلى السجن والقصر فكان ما كان..... هجر المسلمون القرآن إلى الأحاديث..... ثم هجروا الأحاديث إلى أقوال الأئمة..... ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين..... ثم هحروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهم”