“الحوار هو نافذة فكرية وشعورية بين الفرد وبين الآخرين, والذي يستغني عن الحوار يعيش منغلقاً على ذاته, لا يرى الأمور إلا من زاويته الشخصية, فيكون أكثر تعرضاً للخطأ, وإن زعم أو ظن أنه أقرب إلى الصواب من سواه, فالصواب ليس حكراً على أحد من دون أحد, ولا زال أهل الحكمة يستشيرون من سواهم في صغير الأمور وكبيرها, لأن الشورى -كالحوار- طلب التعرف على الرأي الآخر. وأغلب الذين يرفضون الحوار يرفضونه بدافع الخوف منه: إما لعجزهم عنه, أو ضعف أدلتهم وقلة ثقتهم بما يؤمنون به من الأفكار, وإما بدافع الجمود والتعصب, وإما خشيةً من تغيير موروثات عاشت معهم وعاشوا معها واكتسبت عندهم القداسة والإجلال.”
“هنا من يرى أن " الحوار " هو صراع بين فكرتين ورأيين.. ويجب أن يغلب أحدهما الآخر !”
“الله تعالى يحاسبنا على الأمرين.. يحاسبنا على الأخذ بالأسباب، ويغضب من المتواكلين الكسالى الذين لا يتعلمون ولا يجتهدون، ويحاسبنا أيضا على الإيمان به والرضا بقدره، ويغضب من المغرورين الساخطين الذين يتصورون أنهم يمتلكون من الحكمة والبصيرة أكثر منه سبحانه.. وحاشا لله.”
“إن الإنسان لا يرى كل أحداث الحياة، ولا يفهم كل أسباب ما يجري حوله، ولا يعرف كيف يفسر كثيرا منه .. ولهذا فان العقل سيظل وهو يفكر مصدراً لانتاج الاوهان والأباطيل، وإن التأني في اعتماد تفسيرٍ ما أو تصديق خبرٍ ما بالإضافة إلى سؤال أهل الإختصاص.. من الأمور التي تساعد على حماية عقولنا من استيلاء الخرافات والأساطير عليها”
“الحُبُّ كالموت؛ تسمعُ عنه لكنك لا تخبره إلا بعد أن يفترسك! وإن كان الموت طريقاً لا رجعة فيه، فإن الحُبّ طريقُ ذي اتجاهين، وإن كُنت تعود منه مُثخناً. فإن لم يكُن بمقدور أحد أن يُنبئنا عن ماهية الموت، فإنهُ ليس بمقدور من خلص من براثن الحُبّ أن يُنبّئنا كيف هو! فناهيك عن كونها تجربة مُغرقةٌ في الذاتيّة لحد القداسة، إلا أنه ليس بمقدور المُثخن أن يصف لك بهاء من أسال دمهُ !”
“الحوار الذي ما زال غائبا هو خطاب في فهم الآخر المختلف , مع محاولة إفهامه لوجهة النظر الأخرى , والهدف هو (الفهم) المتبادل وليس فرض أحد الرأيين على أحد الطرفين بدعوى الإقناع”