“إلهي الكبير: هنا أطياف الليالي الهاربة، والطنين الذي يحوم في فراغ الغرفة، ولغة الخواء التي تتهامس بها الأشياء بقلق، هل حقًا ستجعلني أفقد غالية؟ أم أنها مجرد مناورة سماوية لبعث الرهبة في الفرح الفضفاض الذي ألبستني إياه فجأة، وخشيت أن أتعثر به؟ هل تراني الآن من فوق؟، ما رأيك؟ وأنا أتهجد في محراب الوحشة مثل راهبٍ منكوب ، أنتبذ مكانًا من الليل كأقصى حالة من الحلكة، وأطارد ما يطير في السواد من رؤى، وأركمها في سلة أرقي. أعرف أني لا ألجأ إليك كثيرًا هذه الأيام، لا أصلي أحيانًا، رغم أنك تتغاضى عن ذلك، وتعطيني الكثير. أعرف أني أحرجك أمام الملائكة، وأعرف أنك تفهمني جيدًا، وتعرف أني ضعيفُ جدًا حينما تمسكني أقدارك من قلبي .....”
“يبدو وكأن أواني قد فات..وكأن كل ما كان، من أجل أن يعتدل مزاج قلبك الذي أرهق في الفترة الماضية..كان يجب أن أعرف ذلك من البداية، كان يجب أن أعرف أني كنتُ سلّما لا أكثر..”
“.. يؤلمني أني محاصرٌ يا صغيرتي.. في المكان والبوحويؤلمني أنك بعيدة... وكل ما لا أحب قريب..يؤلمني أني أؤلمك، أني لا أمنحك من البهجة ما تستحقين..ويؤلمني أني عاجزٌ عن إنكار كل ما سبق !”
“اللهُمَّ أني أُشهِدك ... أني بريئة من كل الفتن التي أُعاصرها في حياتي .. حتى لا أُفتَن بها في مماتي .”
“أتفهم رغبة الكثير منّا في الصراخ. هي حالة تجتاحنا حين نشعر بأن ما نختزنه من ألمٍ أو ما نسمعه من أنين لم يعد بمقدورنا أن نحتمله. أن تصرخ أو تبكي في وجه من لا تعرف أقل وطأة بكثير إن فعلت ذلك بوجة من ينظر إليك على أنك صلبٌ وقوي.”
“قلت : " لا إله الا الله "مني .. من لساني، من اطرافي، من أصابعي .. من كل جهاتي ..لم يكن فتور هو الذي غمرني هذه المره،بل شعرت أني أنا الذي غمرته..شعرت أني صرت مثل يعسوبة حقول مضيئة.. تبعث النور في قلب العتمة!”