“إن كل شيءٍ هنا يعاندني ولكن عليّ أن لا أصدّق ذلك، عليّ أن أصدّق ما يقال وأشيح عن التساؤل والمساءلة، إنهم يقولون وحسب، يقولون وحسب، لا يكلفون أنفسهم إلا عناء القول ويتركون الفهم اليائس لأمثالي: المرأة لا تصلح للقيادة، المرأة لا تصلح للبرلمان، المرأة لا تصلح للرياضيات، لماذا ينبغي أن يخبرني العالم عن مكاني الصحيح عوضاً عن أن أكتشفه بنفسي؟”
“أحدنا غائبٌ عن الآخر حتماً، أنا.. أو هذا العالم، و طالما أن العالم كبيرٌ كفاية، سيكون إجحافاً بعظمته أن أتهمه بالغياب، لكنني لا أشعر به، و أنا أجزمُ يقيناً بأنه لا يشعر بي.. كلانا في نظر الآخر، كذبة ! ”
“أنا لا أكتب، أنا أرفض هراء العالم وحسب !”
“ربما ينبغي أن يكفّ العالم عن الحضور، ينبغي أن تضمر ملامح الأشياء، كل هذه الألوان والروائح والمهام التي ينبغي فعلها.. ليتها تنقرض، تنقرض لبعض الوقت، رفقاً بي وبكل العاجزين عن المواكبة، عن الاتساق، العاجزين عن تبرير وجودهم على أدمة العالم مثل بثرةٍ متقيّحة، قليلٌ من الانقراض النبيل، وكثيرٌ من البياض، السطور الفارغة، الإنصات و ..”
“عندما نولدُ إناثاً، فنحنُ نولد قضايا، لأن العالم مزوّد بتقنياتٍ جاهزة للحدّ منا، إنني أعتبر فكرة كهذه من قبيل المسلّمات، وفي الوقت نفسه، أظن بأن المرأة التي تترعرع في وطن، أو في منزلٍ، ذكوري، هي امرأة محظوظة، لأن الفرصة متاحة أمامها لتقاتل، إنها تملكُ الكثير من الفرص، لأجل أن تتحول إلى نموذج، فهي كبيرة، لمجرد أنها أنثى، وهي مزودة بقضية جاهزة - بمقاسات ملائمة - لتقاتل من أجلها، لقد وفّرت على نفسها عناء البحث عن معاناة، ومشقة المكابدة لأجل أن تظلّ على قيد الإنسانية، أن لا تتخشب مفاصلها، أو تتحول بشرتها إلى جلد سلحفاة، ووجهها إلى تابوت طفل..”
“سألت ليلى المرآة :- هل هذا وجهي أم وجهك؟أشاحت المرآة بوجهها عن ليلى ، و قالت والغصة تخنقها : - آه يا ليلى.. لقد تخليت عن وجهي منذ زمن، ولم يعد بوسعي إلا أن أكون إنعكاساً آنياً للآخرين .. فقد كنت أخاف ! ، أخاف أن أجئ أقل، أن أجئ أكثر، أن أكون غير كافية أو فائضة عن الحاجة، أخاف مني، من حقيقتي وحدودي، من حاجبي وأنفي وشفتي، كنت مستعدة لفعل أي شيء، إلا أن أكون أنا ! .. وهكذا كنت جديرة بالطرد من جسدي، وحلت عليّ اللعنة، وما ترينه فيّ يا ليلى، هو خوفكِ أنتِ .. منكِ ، أذكركِ به قبل أن تمسخكِ مخاوفكِ إلى مرآةٍ أخرى !”
“إن الثمن الذي تدفعه الأنثى التي لا تعاني من كونها أنثى هو أن عليها أن تصنع معاناتها الخاصة، مثل أي ذكر!”