“ترتفع التلبيات، تتحول القشعريرة إلى رجفة، لِمَ الرجفة؟! ربما لهول الاصطدام مع النفس، مسالمون على الدوام مع أنفسنا، تطلب فنجيب، تملي فنسرع إليها ملّبين، نصطدم مع العالم أجمع سوى هذه النفس الأمارة بالسوء، نوليها عناية خاصة، نعطيها كل ما تتمنى، فتنحرف بها الأهواء يميناً وشمالاً، في هذه الرحلة يكون الاصطدام مع النفس عنيفاً، كل ما ترغب إليه محظور، ممنوع،”
“نقاط التحّول في هذا الكون كثيرة، الماء هو الماء.. لكنه عند درجة حرارة معينة وهي الصفر يتحوّل إلى ثلج، وعند نقطة حرارة معينة وهي المائة يتحوّل إلى بخار.. مع أن التركيبة الكيميائية لم تتغير.. لكن شتان بين الثلج والماء والبخار..و شتان بين التأثير الذي يتركه كل نوع في هذا الكون.. كذلك الإنسان... قد لا يتغير من حيث تركيبه العضوي أو الشكلي.. فرجله هي هي.. وعينه هي هي.. لكنّه قد يتغير بشكل كبير جداً وتتغير الأشياء من حوله..”
“قد كانت في قمّة الإخلاص والثقة بالله والرضا.. هل علمت أن سعيها سيبصم الصحراء بهذا النبع الذي تشرب منه الملايين على مدى أربعة الآف من السنين أو يزيد، لم تعلم.. لكنها سعت ثقة بربها..هل علمت أنّ سعيها سيخلّد، وأنّ الملايين من المسلمين يسعون بسعيها استجابة للأمر الإلهي..لم تعلم.. لكنّ اخلاصها حّدد مسارها، فاستحقت تخليداً تعجز عنه كل فنون التخليد والإحياء التي تمارس في عصرنا هذا!هنئياً لك هاجر.. سعيت وسعينا.. وشتان بين ما سعيته ونسعـاه، شتان بين قوّة إخلاصك وضعف عزيمتنا.. هنئياً لك هاجر..”
“استوقفته تلك التوصيات، لماذا يترك الناس توصياتهم حتى اللحظات الأخيرة، هل لطبيعة بشرية فطرية أم لأن اللحظة الأخيرة تفرض على صاحبها نظرة خاصة تختزل فيها مختصات الماضي والحاضر والمستقبل؟!”
“ما هو التصوُّف ؟ * التصوُّف هو الدخول في كل خُلُقٍ سَنيّ , والخروج من كل خُلُقٍ دَنيّ * هو استرسال النفس مع الله فيما أراده الله ..”
“أن يكون المرء متسامحاً مع نفسه ومع الآخرين هو شئ حسن ، وأن يكون متشدداً مع نفسه متسامحاً مع الآخرين فلا بأس ، أما التسامح مع النفس والتشديد على الناس فهذا هو العطب...”
“الخلاصة أن الحب طاقة عاطفية عظيمة لو شحنت بها النفس البشرية مع حسن التوجيه والتربية لدفعت بهذا الانسان إلى عظائم الأمور والميل إلى المثالية في سلوكه الاجتماعي وفي طموحه نحو تحسين احواله ومن الناس من يبعث فيه الحب كوامن العبقرية والنبوغ المبكر أو التفوق الرياضي أو يخلق منه فنانا مبدعا”