“لكل إنسان لغة تواصلٍ خاصة به , يستخدمُها بإقامة العلاقات المتفاوتة بالبعد و القرب عن الناس ..هذهِ اللغة , لغتي الخاصة بالتواصل مع الناس , مفقودة / ميّتة !و الأكثر من ذلك أنّهُ ليس لديّ الرغبةُ بالمطلق في إيجاد لغة تواصلٍ جديدة , أو إحياء القديمة !”
“أتجوّل هائمًا على وجهي في الشوارع و الطرقات و الحدائقحولي الكثير من الناس , لكني لا ألحظُ الوجُوه !أحسُّ الناس كتلة هلامية , أو كتلة أثيرية ,جزء من الهواء المُحيط بي , لا أُلاحِظُ شيئًا أو وجهًا !فالإنسانُ عادةً لا يَرَى الهواءَ المُحيط به !”
“الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت ،هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين ..الماضي .. و المستقبلوقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجين الحثيثة للهرب من الحاضر و نسيانه نسيانًا تامًا .و الغوص في هذين الشيئين قد يحولان الإنسان إما إلى ..... إنسان حكيم هادئ ، أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لايتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا ،أو إلى ..... مجنون !.”
“إن الإنسان لا يموت دفعةً واحدة، كلما مات له قريب أو صديق أو أحد من معارفه فإن الجزء الذي يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان، و مع الأيام و تتابع سلسلة الموت تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا ... تكبر المساحة التي يحتلها الموت ...”
“انظر إلى الناس , اتفحص وجوههم , ما هذه اللامبالاة .. ترى كم واحداً منهم يعرف ماذا جرى ويجري في السجن الصحراوي ؟ .. ترى كم واحداً منهم يهتم ؟ أهذا هو الشعب الذي يتكلم عنه السياسيون كثيراً ؟ .. يتغنون به .. يمجدونه .. يؤلهونه ! ... ولكن هل من المعقول أن هذا الشعب العظيم لا يعرف ماذا يجري في بلده ؟! إذا لم يكن يعرف فتلك مصيبة , و إذا كان يعرف ولم يفعل شيئاً لتغيير ذلك فالمصيبة أعظم , استنتجت أن هذا الشعب إما أن يكون مخدراً .. أو أبلهَ ! ... شعب من البلهاء”
“منذ عام وأنا أعيش الحالة هذه أعرف ان انزوائي وانكفائي عزوفي وكرهي للتعامل مع الناس حالة غير صحية لكن ... لا الرغبة و لا الإرادة موجودتان للتغيير .بل على العكس أحس رعبا قاصما للظهر عندما يومض في ذهني خاطر أنأعود للعيش كبقية الناسيا إلهي كم العيش مثلهم متعب وسخيف”
“الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت، هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين، الماضي .. والمستقبلن وقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجن الحثيثة للهرب من الحاضر ونسيانه تمامًا. والغوص في هذين الشيئين قد يحوّلان الانسان إمّا إلى حكيم هادئ، أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لا يتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا، أو إلى مجنون”