“. إِنَّ اَلْإِهَانَات تُسْقِط عَلَى قاذفها قَبْل أَنْ تَصِل إِلَى مَرْمَاهَا اَلْبَعِيد .”
“( إِنَّ اَلْجُحُود فِطْرَة , إِنَّهُ يَنْبُت عَلَى وَجْه اَلْأَرْض ا كَالْأَعْشَابِ اَلْفُطْرِيَّة - اَلَّتِي تَخْرُج دُون أَنْ يَزْرَعهَا أَحَد - أَمَّا اَلشُّكْر فَهُوَ كَالزَّهْرَةِ اَلَّتِي لَا يُنْبِتهَا إِلَّا اَلرَّيّ وَحَسَن اَلتَّعَهُّد”
“إِنَّ " اَلرِّضَا بِالْقِسْمَةِ " أَصْبَحَ سَبَّة فِي اَلتَّفْكِير اَلْإِسْلَامِيّ , لِأَنَّ اَلَّذِينَ تَلَقَّوْا اَلْأَمْر وَضَعُوهُ فِي غَيْر مَوْضِعه , فَسَوَّغُوا بِهِ اَلْفَقْر وَالْكَسَل اَلْخُمُول , بَدَل أَنْ يُهَوِّنُوا بِهِ كَبَوَات اَلسَّعْي اَلْجَادّ , وَهَزَائِم اَلْعَامِلَيْنِ اَلْمُرْهَقِينَ , وَمَتَاعِب اَلْمَظْلُومِينَ فِي وَظَائِفهمْ , وَهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَة ! ! .”
“إِنَّ اَلْمَال كَالْفَاكِهَةِ اَلْجَمِيلَة اَللَّوْن , اَلشَّهِيَّة اَلْمَذَاق , وَمَيْل اَلطِّبَاع إِلَى اِقْتِنَاء هَذَا اَلْخِضْر اَلْحُلْو مَعْرُوف , بَيْدَ أَنَّ مِنْ اَلنَّاس مَنْ يَظَلّ يُطْعِم حَتَّى تَقْتُلهُ اَلتُّخَمَة . وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْتَطِف مَا فِي أَيْدِي اَلْآخَرِينَ إِلَى جَانِب نَصِيبه اَلْمَعْقُول . وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَّخِر وَيَجُوع . وَمِنْهُمْ مَنْ يَشْغَلهُ اَلْقَلَق خَشْيَة اَلْحِرْمَان , وَمَنْ يَشْغَلهُ اَلْقَلَق طَلَب اَلْمَزِيد . وَأُفَضِّل اَلنَّاس مَنْ يَأْخُذُونَهُ بِسَمَاحَة وَشَرَف , فَإِذَا تَحَوَّلَ عَنْهُمْ لَمْ يُشِيعُوهُ بِحَسْرَة أَوْ يُرْسِلُوا وَرَاءَهُ اَلْعَبَرَات لِأَنَّ بِنَاءَهُمْ اَلنَّفْسِيّ يَقُول وَحْده بَعِيدًا عَنْ مَعَايِير المكاثرة , وَرَذَائِل اَلنَّهَم وَالتَّوَسُّع . .”
“فَالنَّفْس اَلْمُخْتَلَّة تُثِير اَلْفَوْضَى فِي أَحْكَم اَلنُّظُم , تَسْتَطِيع اَلنَّفَاذ مِنْهُ إِلَى أَغْرَاضهَا اَلدَّنِيئَة . وَالنَّفْس اَلْكَرِيمَة تُرَقِّع اَلْفُتُوق فِي اَلْأَحْوَال اَلْمُخْتَلَّة , وَيُشْرِق نُبْلهَا مِنْ دَاخِلهَا , فَتُحْسِن اَلتَّصَرُّف وَالْمُسَيَّر وَسَط اَلْأَنْوَاء وَالْأَعَاصِير . إِنَّ اَلْقَاضِي اَلنَّزِيه يُكْمِل بِعَدْلِهِ نَقَصَ اَلْقَانُون اَلَّذِي يَحْكُم بِهِ , أَمَّا اَلْقَاضِي اَلْجَائِر فَهُوَ يَسْتَطِيع اَلْمَيْل بِالنُّصُوصِ اَلْمُسْتَقِيمَة . وَكَذَلِكَ نَفْس اَلْإِنْسَان حِين تُوَاجِه مَا فِي اَلدُّنْيَا مِنْ تَيَّارَات وَأَفْكَار , وَرَغَبَات وَمَصَالِح .”
“إِنَّ اَلْحَقّ إِذَا اِسْتَنْفَدَ مَا لَدَى اَلْإِنْسَان مِنْ طَاقَة مُخْتَزَنَة لَمْ يَجِد اَلْبَاطِل بَقِيَّة يَسْتَمِدّ مِنْهَا .”
“وَالْحَقّ أَنَّ اَلْإِنْسَان يُكَابِر حِين يُرَحِّب بِالْمَصَائِبِ , لِأَنَّهُ أَسِير لِنِظَام اَلْأَعْصَاب فِي أَغْلَب اَلْأَحْيَان . وَمِنْ اَلْخَيْر لَهُ أَنْ يَسْأَل اَللَّه اَلْعَافِيَة وَأَنْ يَتَجَنَّب اَلتَّعَرُّض لِلِامْتِحَانِ , فَقَدْ يَضْعُف عَنْ مُوَاجَهَة مَا يَشْتَهِي مِنْ اَلْمَصَاعِب , وَيَعْرِف بَعْد اَلِانْزِلَاق فِي هُوَّة اَلْمَكَارِه أَنَّ اَلْعَزِيمَة قَدْ تُفَتِّر أَوْ تَخُون . .”