“لماذا لم أهربُ من قَدرٍ جميلٍ مثل هذا ما دام سيلاحقني طوال حياتي, ما دام سيورثني بعد ذلك غبن الدنيا, وقهرها, وظلمها, وغيرتها, وحسدها, ويأسها؟”
“كم هذه السياسة ملطخة بدماء شعرائنا ، ليتها تركتهم لنا واكتفت بالشعوب التي تلوك شعاراتها الكاذبة منذ عشرات السنين ، ولم تبصقها بعد ، ولكن ، يبدو أن قدر الشعراء أن ينعجنوا بعناء شعوبهم حتى الموت ، وأن يبكوا عنهم ما داموا مشغولين بالهتاف ، وأن يسيروا في جنازة الوطن ما دام الشعب يسير في مظاهرة ما .”
“لم يكن هذا عادلاً ، أنا الذي ينتابني الحب لأول مرة ، كيف لي أن أنظر إلى ما هو أبعد من عتباته الأولى حتى أخاف من الفراق ، كيف لي أن أبيع إبهاره الأول ، وجنونه الأول ، ولذته الأولى ، اتقاءً لألم مستقبلي لن يكون إلا بعد أشهر ! لم يكن هذا عادلاً !”
“حبك الكبير هذا، حبك القاهر هذا، ما مرَّ عليَّ مثله من قبل، و لم تَقِفْ عليه حدودُ مخيلّتي العذراء، ولا شغافُ قلبي البكر، و لم تتورَّد في فمي حلمةُ حبٍ قبله أبداً”
“ربما أفضل ما يمكننا أن نفعله بعد الحب ألا نقف على أطراف أصابعنا نتأمل الراحلين مثل حيوانات النمس العصبية، بل يجدر بنا أن نركض في الاتجاه العكسي تماما، فالجهات لم تخلق أربعا لوجه العبث.”
“لا أفهم جدوى أن نحصر أعمارنا بين الأنبياء إذا كان الزمن يمارس كفره ما بينهما، ويرتكب خياناته المشبوهة في عرض أحلامنا؟ سواء حسبت عمري بناءً على ميلاد عيسى، أو هجرة محمد، لماذا كان يجب أن أخسر حبيبتي في جزء من هذا العمر؟ هذا ما يعنيني، ولا يعنيها طبعاً بأي حال”
“لا يمنح الحب خيارات أخرى إلا عندما نتوهم ذلك وفي اعتقادي أن البشر لم يكتبوا الكتب ولم يصنعوا الأفلام إلا عندما بلغ إحباطهم من عادية الأشياء حدا جعلهم يبرون كل ما حولهم ليتحول إلى أسنة حادة يخترقون بها هذا الجدار العادي المؤلم . الاشتعال لم يحدث يوما وحده ، ليس من عادة الطبيعة أن تحرق نفسها علينا نحن أن نتحمل أعباء ذلك إما بقينا تواقين إلى كل حريق جميل”