“وتوجد فى الدين وفى الحياة أمور متشابهة، ومعادن متقاربة، لا معنى للخلط بينها، عند إصدار الحكم عليها. فالأمر بالصبر، ليس أمرا بالذل، والأمر بالتواضع، ليس أمرا بالضعة. والحد الفاصل بين الحالتين دقيق، ولكنه قائم ثابت!. والنهى عن الكبر، ليس نهيا عن عزة النفس، والنهى عن الترف، ليس نهيا عن الاستغناء، والاستكفاء، فهذا وضع، وذاك وضع آخر!”
“والتعقيب على أخطاء الحاكم بالنقد ليس أمرا مباحا فحسب ـ كما يظن من مفهوم كلمة الحرية السياسية ـ بل هو فى تعاليم الإسلام حق لله على كل قادر ، والسكوت عن هذا النقد تفريط فى جنب الله ومن ثم فعلى حملة الأقلام وأرباب الألسنة أن يشتبكوا مع عوج الحاكمين فى معارك حامية لا تنتهى أو ينتهى هذا العوج ، وكل حركة فى هذا السبيل جهاد ..!”
“إن الزواج ليس تنفيسا عن ميل بدني فقط! إنه شركة مادية و أدبية واجتماعية تتطلب مؤهلات شتى”
“الوحدة ترف ، ترف ليس فى طاقة كل أحد .. أقصد الغنى عن الناس و الغنى عن السعى و الغنى عن الجرى فى سبل الحياة .. و الغنى عن الأختلاط بمن لا تحب أن تعرف .. هذه هى الوحدة”
“إن الله جل شأنه جعل الصراط المستقيم هو المعبر الفذ لمن يبتغيه.وكل تقصير، أو قصور فى فهم هذا المنهج، واستبانة مراحله ـ لا يدل على خير.وكل عوض يشتغل المرء به عن المعالم التى وضعها الله لا يزيد صاحبه إلا خبالا.وأى عاطفة لا يصحبها تفصيل صحيح لأصول الإسلام وفروعه، وعمل تام بها فليس لها عند الله وزن.وصدق العاطفة ليس عذزا للخلط العلمى، ولا للقول فى دين الله بالهوى والرأى، فإن للإسلام ينابيع معروفة محصورة تؤخذ أحكامه منها وحدها، ولا يؤذن لبشر بالتزيد عليها أو الانتقاص منها.”
“فإذا وجدنا مجتمعات بشرية حصنت نفسها من هذه المآسى.. فلماذا لا نقتدى بها.. أو نقتبس منها.قال لى البعض: هذا ما نخافه منك.. إنك تستورد الإصلاح من منابع بعيدة عن ديننا وتراثنا.. ونحن أغنياء عن مقترحاتك تلك!.قلت: تمنيت لو كانت غيرتك هذه فى موضعها! إننى معتز بدينى ولله الحمد.. ولكن ليس من الاعتزاز بالدين أن أرفض الجهاد بالصواريخ والأقمار الصناعية لأنها بدعة..!إن التفتح العقلى ضرورة ملحة لكل من يتحدث...فى الفقه الإسلامى. إننا فى صمت نقلنا تسجيل كل مولود فى دفاتر خاصة واستعنا بذلك على تحصينه من الأمراض ٬ وإلحاقه بمراحل التعليم ٬ واقتياده للجيش كى يتم تدريبه وإعداده للقتال. وذلك إجراء نقلناه عن دول أخرى دون حرج.. فماذايمنع الفقيه المسلم من قبول كل وسيلة أصيلة أو مستوردة لتحقيق الغايات التى قررها دينه؟ إن النقل والاقتباس فى شئون الدنيا.. وفى المصالح المرسلة وفى الوسائل الحسنة ليس مباحا فقط.. بل قد يرتفع الآن إلى مستوى الواجب.ثم إن الدين فى باب المعاملات مصلح لا منشئ كما يقول ابن القيم ٬ إنه لم يخترع البيع أو الزواج.. وإنما جاء إلى هذه العقود فضبطها بتعاليمه”
“الواقع أن كل مسلم مطالب بالإيمان وبحراسته ضد العدوان وبترغيب الناس فيه بالعمل وباللسان ومطالب كذلك بكره الباطل وعداوة ما يستوى العامة والخاصة فى إدراك قبحه ، كالزنا والربا والكذب والبذاء وهذا هو محور الركن الركين فى الإسلام ، ركن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ..!”